سينما

إيران الغائب الحاضر بحفل توزيع جوائز الأوسكار...

جاء إعلان فوز فيلم (آرغو) بجائزة أفضل فيلم بالطريقة التي تم عرضه بها، بمثابة فضيحة لأكاديمية الفنون السينمائية الأمريكية، فأن تخرج سيدة البيت الأبيض لتعلن - من داخله على الهواء مباشرة - عن فوز فيلم يحكي عن أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين بسفارتهم بطهران، لهومن أكبر الأدلة على  الأزمة الكبيرة التي يعانيها العقل الأمريكي على المستوى السياسي والهوليودي الجمعي، والتي لم يستطع هؤلاء أن يتجاوزوها طوال السنين الطويلة التي مرت عليها، وهوتوظيف سياسي لهوليوود  وإنتاجها بالشكل والمضمون، ما فتئت هوليوود تمارسه منذ نشأتها بالتحالف والتوجيه السياسي لإنتاجاتها خدمة للمصالح السياسية  والإقتصادية  والإعلامية العليا لدولتها، وهودليل أيضاً على هزيمة المشاريع الأمريكية على إيران في الواقع الملموس، وهم  يحاولون تعويضه بانتصارات وهمية إعلامية مبهرجة، علها تعوضهم قليلاً عن تجرع مرارات الهزائم المتلاحقة على أيدي الشعوب الحرة والحية...

فهنيئاً لإيران انتصارها الجديد بالأمس....

عن فيلم قط أسود قط أبيض...

من يحضر فيلم «قط أسود قط أبيض» لن يكلّ ولن يمل من حضوره مرات عديدة، فالفيلم الساحر، للمبدع المجنون  في السينما المخرج اليوغسلافي (أمير كوستاريتسا) والذي يخلق أجواء مفعمة بالمتعة والسحر، في عوالم الغجر وعلاقاتهم الإجتماعية والإقتصادية المتشابكة والمعقدة وبقصص ومواقف غاية بالطرافة بالرغم من الواقع المؤلم الذي تعيش به هذه الفئة من البشر، المنبوذة من الكثير من الشعوب الأوروبية، والتي تصنفهم في مصاف متدنية بالحضارة الإنسانية، بالرغم من ان هذه الفئة تعشق الحياة وتقدر على عيشها بطريقتها الخاصة أكثر من كثير من الشعوب التي تدعي الحضارة والمدنية في أسلوب حياتها...

يقدم المخرج فيلمه هذا بعد الفيلم الأول الرائع بعنوان (زمن الغجر) الحائز على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان في عام 1989 وهي سعفته الثانية بعد السعفة الأولى التي حققها عام 1985 عن فيلمه الجميل الآخر «حينما كان والدي في مهمة عمل»

هذا المخرج المميز ما زال متمسكاً وبشدة بيوغسلافيته، ويرفض التقسيمات التي فتت وطنه، ورغم  أنه بوسني الأصل، إنما يرفض دائماً أن يشار عنه بذلك، وهويفتخر بوطنه الباقي بقلبه ووجدانه «يوغسلافيا».

أين من هذا المبدع الشريف، الكثير من فنانين الناتوالذين يظهرون أنانيتهم الشخصية وخياناتهم لأوطانهم، وهم الذين باعوه في سوق البترودولار، غير عابئين بمخططات التفتيت والتقسيم التي تحاك ضده...

برناط: في أمريكا تذكرت حواجز إسرائيل

في المقابل لم يحصل الفيلم الفلسطيني «خمس كاميرات محطمة» الذي يتحدث عن المقاومة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية على جائزة الاوسكار كأفضل فيلم وثائقي.

وذهبت الجائزة إلى فيلم من إنتاج سويدي ـ انجليزي بعنوان «البحث عن رجل السكر».

ويتناول فيلم «خمس كاميرات محطمة» الذي أخرجه الفلسطيني عماد برناط قصة قرية بلعين وتظاهراتها التي أصبحت تقليداً أسبوعياً، من خلال قصة عائلة برناط التي تعيش في القرية، حيث باتت بلعين مثالاً لأسلوب المقاومة الشعبية للجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية والذي أدى إلى مصادرة أراضي القرية الفلسطينية لمصلحة مستوطنة موديعين عيليت القريبة.

وقال المخرج الفلسطيني عماد برناط الذي وصل إلى مدينة لوس انجليس الأمريكية للمشاركة في حفلِ توزيع جوائزِ الأوسكار كمرشحٍ للجائزةِ في فئة الفيلم الوثائقي، إن عمليةَ احتجازهِ في مطار لوس انجليس من أجهزةِ الهجرة الأميركية، والتدقيقِ في أسبابِ زيارتهِ للولايات المتحدة، تُذكره بما يتعرضُ له هوومواطنوهُ في الأراضي الفلسطينية عند عبورِ الحواجز التي تقيمُها إسرائيل.