ضمن نشاطات جمعية العاديات طرطوس .... بادية حسن تغني الزمن الجميل
أن تجد وتسمع أغنية، في هذا الزمن الصعب، تشدو الزمن الجميل، إبداع مميز، فهي تستحق التقدير وإن كانت للحظات جميلة فقط، وقد كانت مآسي الأزمنة الصعبة تنزل على رؤوسنا كالصاعقة دون إذن أو إنذار مسبق، عبر تاريخ البشرية الطويل، لكن لن تأتي اللحظات الجميلة إن لم نصنعها بأيدينا، ولذلك كانت الأغنية – الشعر – الموسيقا، فسحة أمل لاستمرار الحياة، وتعبر أيضاً عن الجانب الآخر للنفس البشرية، جانب الحضارة والسمو الإنساني.
في قاعة تختزن التاريخ، في مدينة طرطوس القديمة، صدح صوت الشاعرة والمطربة بادية حسن يشدو بأرق الألحان والكلمات والأداء المتميز، استحضرت بصوتها وأدائها المميز أغاني الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، أغاني حية في وجدان من سمعها من أبناء تلك المرحلة، (دور يا كلام على كيفك دور – سايس حصانك – ممنوع من السفر ... ) غنت حلمها، وغنت إلى فيروز من كلماتها وألحانها، كانت قد أهدتها إليها أثناء قدومها إلى دمشق في مناسبة إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008 م، كما استحضرت ايضاً التراث الأصيل، بأسلوبها الخاص صدحت بأغاني يعرفها من يتذوق التراث السوري: ( بيلبقلك شك الألماس – يا طيرا طيري – يا مال الشام ) ولم تنس مارسيل خليفة فغنت له ( بغيبتك نزل الشتي)
غنت وأدت فأبدعت، واستطاعت ان تطرب الحضور وتفسح مجالاً للامل، وتمثل السمو الإنساني في هذا الزمن الصعب ، غنت الزمن الجميل، وكادت تستحضر وتستنطق التاريخ من جدران القاعة.
افتتحت إطلالتها المتميزة بكلمات من القلب فقالت (أحببت أن أغني في طرطوس لما لهذه المدينة من تميز في العيش المشترك والمحبة والتآخي، وأنا أتجول منذ سنتين بحفلاتي خارج سورية، إن أزمتنا ووجعنا واحد، وأمنيتي أن تعود سورية رمزاً للتعايش والأمان ) .