«مهرجان السينما الأوروبية».. أفلام يصعب عرضها التجاري

الرقم «عاديّ» بالنسبة إلى المفهوم التجاري للعروض السينمائية؟ ربما. لكنه أساسيّ بالنسبة إلى مهرجان سينمائي نوعيّ. لكن القول بأن مُشاهدة أفلام أوروبية في بلد منساق، سينمائياً، إلى الصناعة الهوليوودية بشكل شبه كامل، لم يعد يكفي للاحتفاء بدورة جديدة من دوراته السنوية. القول بأن «براعته» في الحصول على أفلام لاقت نجاحات مهمّة في المهرجانات الأولى في العالم، كما في عروض تجارية هنا وهناك، لم يعد يكفي أيضاً. المهرجان بحدّ ذاته بات مرتاحاً، عاماً إثر آخر، إلى ثباته على ركائز أساسية لا يحيد عنها: أفلام أوروبية منتجة حديثاً، أثار بعضها جدلاً واهتماماً ونقاشات لا تنتهي. أفلام طالبية لبنانية تتنافس على جوائز متفرّقة، اختُصرت في الدورات القليلة الفائتة إلى اثنتين غير ماليتين (منح الطالبين الأولين الفائزين فرصة المشاركة في مهرجانين سينمائيين أوروبيين خاصّين بالأفلام القصيرة). جولات مختزلة بأيام قليلة جداً في مدن لبنانية مختلفة. ورش عمل. إلخ.

هذه عناوين لم تتبدّل. هذا مهرجان يكمن جزء أساسيّ من نجاحه الشعبيّ في قدرته على الثبات في عناوين لا تتبدّل. لا ادّعاء ولا تصنّعَ في منهجه التنظيمي والإداري. الجهود التي تقوم بها بُشرى شاهين، سنوياً، لتنظيم دورات ناجحة لا يُمكن أن تُنسى. الرغبة الأساسية كامنة في الترويج لأفلام أوروبية في بلد يحتمل برمجة سنوية ممتلئة ببعض أفضل الأعمال الجديدة، إلى جانب أفلام أُنتجت قبل عامين أو ثلاثة أعوام، بين حين وآخر. تُفتتح الدورة العشرين هذه مساء اليوم في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية) بعرض الفيلم الروماني Child’s Pose لكابين بيتر نتزر (جائزة «الدبّ الذهبيّ» لـ«مهرجان برلين السينمائي الدولي ـ برليناله» 2013). لكن، هناك فيلم دانماركيّ للأولاد مُنتَج في العام 2008 بعنوان «ماكس إمبرّاسّينغ» (دانمارك) للوتّي سفندسن (11،30 قبل ظهر الأحد 24/ 11). أفلام أوروبية عديدة يستحيل عرضها التجاريّ في لبنان، فإذا بالمهرجان يُمارس دوره في هذا الإطار، باختياره 37 فيلماً، بينها 9 أفلام مُنتجة في العام 2013، و15 فيلماً مُنتجاً في العام الفائت، إلى 10 أفلام في العام 2011، وفيلمان في العامين 2010 و2009. أرقام تكشف شيئاً من آلية المهرجان، المتعاونة إدارته مع سفارات الدول والمراكز الثقافية الأوروبية العاملة في بيروت، والمنضوية في «الاتحاد الأوروبي».

أبرز الأفلام الجديدة المثيرة للاهتمام، موزّعة على بلدان قليلة العدد، أبرزها: «حياة أديل» للفرنسي التونسي عبداللطيف كشيش («السعفة الذهبية» لمهرجان «كانّ» 2013)، و«وحده الله يغفر» (دانمارك ـ فرنسا، 2013) للدانماركي نيكولاس ويندينغ ريفن، و«العشّاق وحدهم تُركوا أحياء» (إنتاج إنكليزي ألماني فرنسي مشترك، 2013) للأميركي جيم جارموش، و«كميل كلوديل 1915» (فرنسا، 2013) للفرنسي برونو دومون، و«توقعات كبيرة» (المملكة المتحدّة، 2012) للإنكليزي مايك نيوويل، و«رباعي» للأميركي داستن هوفمان (المملكة المتحدّة، 2012)، وغيرها.

أبرز البرامج الجانبية:

6 أفلام لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً في دورات سابقة يُعاد عرضها بمناسبة العام العشرين للمهرجان. عرض فيلم «متروبوليس» (1927) للألماني فريتز لانغ بمرافقة عزف موسيقيّ حيّ مع الثنائي اللبناني ربيع بعيني والإيطالي توماسو كابيلاتو (8،30 مساء 2/ 12). عرض «غزّة 36 مم.» لخليل المزين بالتعاون مع «برنامج يوروميد السمعي البصري» (8 مساء غد). ورشة عمل متعلّقة بكتابة السيناريوهات، بتنظيم «مؤسّسة لبنان سينما» و«بعثة الاتحاد الأوروبي» و«المعهد الفرنسي في لبنان» و«كتلة بيروت الإبداعية»، بين 25 و29 تشرين الثاني 2013، بإدارة الفرنسي أوليفييه لوريل واللبناني فيليب عرقتنجي.

 
المصدر: السفير
 
للاطلاع على البرنامج الكامل:
www.eeas.europa.eu/delegations/lebanon