سهام محمد صالح سهام محمد صالح

«وجوه معروضة.. تعكس هويتنا»

يعتبر بعض الفنانين جدران الشوارع مصدراً للإلهام، لأنها بحسب رأيهم «شاهد» على التاريخ، تراقب ما يحدث أمامها  كله بصمت. ولذلك استرعت اهتمامهم هذه المساحة التي غالباً ما تستخدم لترويج الإعلانات والملصقات الدعائية.

اختار الفنان البرتغالي الشاب أليكساندرو فارتو هذه الملصقات كفكرة رئيسية وراء أعماله الفنية، التي حاول من خلالها عرض العلاقة التي تجمع المدن بسكانها، وبدأ من مدينة هونغ كونغ، وقام بجمع الملصقات والإعلانات المنتشرة على جدران المدينة في شتى أنحاء هونغ كونغ، وإلصاقها على جدران مختلفة وحافلات وحتى مقطورات الترام في المدينة، وغطاها بالدهان الأبيض. بعدها، قام الفنان وفريقه بنحت رسومات لوجوه أشخاص من سكان المدينة على الدهان الأبيض.

يقول الفنان  الشاب: «أرى كيف تغطي الجدران أحياناً الملصقات الفوضوية، أجد هذه الملصقات جميلة لأنها تبث طاقة لا يستطيع أحدٌ أن يسيطر عليها».

ويؤكد: «ما أحبه في هذه اللوحات أنها ليست دائمة، وكونها معروضة في مكان عام سيعطي للعامة المجال للتغيير فيها. هذا جزء من الأمور التي أحبها في الفن المعروض في الأماكن العامة، وهو أنه يتطور مع الوقت حتى لو اختفى في نهاية المطاف».

والنتيجة حسب رأيه هي «وجوه معروضة في جوانب مختلفة من المدينة، وهذا انعكاس لهويتنا». وعمل فارتو في هونغ كونغ بناء على دعوة المدينة له للإقامة فيها والقيام بعمل فني مخصص بها. وتظهر الصور التي قام الفنان بنحتها على جدران إحدى معامل غزل القطن، ُتظهر وجوه عاملين في المصنع وأشخاص من ذاكرة الفنان.