مؤلف أمريكي يفضح خضوع بلاده للوبي الصهيوني

صدر مؤخرا كتاب «سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة» للمؤلف جايمس بتراس عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون ومكتبة مدبولي، وترجمة حسان البستاني.

يتوقف المؤلف جايمس بتراس في كتابه أمام تاريخ 25 يناير 2006، حينما صوّت الشعب الفلسطيني لصالح حركة «حماس» في انتخابات كانت الأكثر حرية، وفور إعلان النتائج رفضت الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بالنتيجة الديمقراطية ورفضت تسليم المداخيل الناجمة عن جمع الضرائب إلى الفلسطينيين، وسدّت كل المنافذ، واستهلت سلسلة عميقة وطويلة من الحملات على القرى الفلسطينية، قاتلة المئات.

يقول المؤلف: بالإضافة إلى الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، تشمل هذه السياسة شن حرب عدوانية ضد العراق، والحثّ على القيام بهجوم عسكري على إيران، وضمان الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وإجبار الفلسطينيين على مغادرة بلدهم بأعداد كبيرة. لطالما أدرك القادة الإسرائيليون نفوذ اللوبي اليهودي في تحديد السياسة الأميركية، وقد سمح لهم هذا الأمر بالتأكيد بتجاهل المناشدات الرئاسية التي كانت تصدر من حين لآخر بهدف وقف المجازر، والاغتيالات، وتدمير المنازل، والعقوبات الجماعية، وممارسات أخرى تصب في إطار الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الفلسطينيون، والكف عن القيام بها. وكما قال إرييل شارون ذات مرة متفاخراً بمدى تأثيره على الرئيس بوش: الولايات المتحدة تحت سيطرتنا.

 

ويذكر المؤلف كيف أن لطغيان إسرائيل على الولايات المتحدة عواقب وخيمة على السلام والحرب في العالم، وعلى استقرار وعدم استقرار الاقتصاد العالمي، ومستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة. ويؤكد الكتاب أن ضغوط اللوبي الإسرائيلي على الكونجرس أدت مباشرة إلى الحصول على دعم أميركي لحروب إسرائيل العدوانية ضد الدول العربية، وللحربين الأميركيتين ضد العراق، واجتياح لبنان، وغزة، وتهديدات عسكرية مستمرة ضد إيران وسوريا ومن غير المفاجئ أن تعتبر أكثرية واضحة من الأوروبيين أن إسرائيل تشكل التهديد الأكبر للسلام العالمي.

قسّم المؤلف كتابه هذا إلى أربعة أقسام، ويركز القسم الأول على النفوذ الصهيوني في أميركا على دور المسؤولين الموالين لإسرائيل في الحكومة، وعلى دور اللوبي في دفع الولايات المتحدة إلى شن حرب العراق. كما يخص بالذكر النزاع القائم ضمن النخب داخل الحكومة، بين المنادين بمصالح إسرائيل أولاً والمسؤولين التقليديين الموالين بشكل أعمى للدولة من جهة ثانية.

في القسم الثاني يناقش المؤلف دور التعذيب، والاغتيالات، والإبادة الجماعية، بصفتها ممارسات أساسية لبناء الأمبراطورية الأميركية ـ الإسرائيلية، ويركّز أيضاً المؤلف بصفة خاصة على اجتياح إسرائيل الهمجي لغزة كونه مثالاً واضحاً على التطهير الاثني من خلال التفجير الإرهابي وتدمير البنية التحتية المدنية.

في القسم الثالث، يتوسّع المؤلف بتحليله للحرب السيكولوجية والأسس الأخلاقية للمقاومة، ودور خبراء الإرهاب الإسرائيليين والمنتمين إلى اللوبي الذين يسلطون عنف الجلّادين على الضحايا: بالطبع فلسطينيون ومسلمون، والشعب العربي والمقاومة. وفي القسم الرابع والأخير يتطرق المؤلف إلى النزاع السياسي المستمر حول أهمية اللوبي في تحديد شكل السياسة الأميركية الإمبريالية.