انتفاضة الأسرى
لطالما فكرت في غياب مفردة التحرير عن الخطاب السياسي الفلسطيني، سواء أكان ذلك عند حركات الإسلام السياسي أم الوطني. ولكي لا نقول إنها غائبة كلياً نشير إلى أنها موجودة على شكل مفاهيم ناقصة و(خايبة)، كمشروع أوسلو لبناء الدولة، ومشروع الإمارة الإسلامية في غزة للتحرير.
الغريب أن ما حدث في غزة شُبّه في الخطاب الإسلامي السياسي بالهجرة إلى المدينة المنورة!!
والغريب أيضاً أن أصحاب أوسلو وعدوا بسنغافورة في الشرق الأوسط!!
غير الغريب إطلاقاً أن لا هؤلاء صدقوا، ولا هؤلاء فعلوا..
بات واضحاً، في قمع المحتجين في غزة قبل شهر، أن لا أحد يريد التحرير.. كما هو واضح في قيام بلدية طولكرم بشطب لوحة الفنان حمزة أبو عياش عن جدار كلية «الخضوري» في طولكرم، اللوحة التي تقول للأسرى «أمعاؤكم... صرخة التحرير»..
هؤلاء وهؤلاء يخافون كما إسرائيل من التحرير..
يجري هذا في الضفة وفي غزة، فيما الكل مشغول بالراتب الذي لا يأتي إلا متأخرا، ومشغول بالأزمة المالية التي تعصف بالسلطة، بينما يبقى إضراب الأسرى الذي بدأ فردياً مع إضراب الشيخ خضر عدنان، ثم تحول إلى صرخة كبرى استجاب لها أسرى، وحمل الهم شباب فلسطيني، حتى بات المشهد يبشر بانتفاضة جديدة، ربما ستدعى انتفاضة الأسرى.
ثمة غليان في الشارع الفلسطيني، فالشارع المكبل بديون البنوك وهموم الحياة، لا أحد يعرف أين ومتى وكيف ينفجر، والأمر لم يعد يطاق..