«فلْندرْ حول قلوبنا.. فإن في كل قلب كوناً مخفياً»
تمر في 30 أيلول ذكرى مرور 808 أعوام على ولادة الأديب والفقيه والمنظِّر والمتصوف محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، المعروف بـ«جلال الدين الرومي».
ولد في «بلخ» في بلاد فارس وانتقل مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه بهاءالدين الذي لقب بـ«سلطان العارفين» لما له من سعة في المعرفة والعلم والقانون. ولم تطل إقامته لأن والده قام برحلة، زار فيها مناطق مختلفة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وكان ابنه معه، وكنّي بـ«الرومي» قضى معظم حياته لدى سلاجقة الروم حسب ما تؤكده المصادر. عُرِف عنه البراعة في الفقه وغيرها من العلوم الإسلامية، تولى التدريس بقونية في تركيا في أربعة مدارس، بعد وفاة أبيه ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها..
وعند قدوم المغول، هاجرمع عائلته هرباً إلى نيسابور، حيث التقى الرومي هناك بالشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار، الذي أهداه ديوانه «أسرار نامه»، وأثّرذلك على الشاب، وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والتصوف، وهناك لقّب بجلال الدين، ثم تابعوا الترحال إلى سورية ومنها إلى مكة، ثم عادوا إلى الأناضول واستقر آخر الأمر في قونية حتى وفاته.
تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية التي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيراً واسعاً خاصة على الثقافة الفارسية والأوردية والبنغالية والتركية، قال فيه الشاعر الباكستاني محمد إقبال: «إن الذي أضرم بنار شعلته هشيم قلبي.. هو المرشد الرومي القائل: منزلنا كبرياؤنا».
ترجمت العديد من مؤلفاته إلى كثير من لغات العالم، ولاقت صدى واسعاً إلى درجة وصفته وسائل إعلام عام 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون ترجمات أشعار الرومي.
تصنّف أعمال الرومي إلى عدة تصانيف وهي: الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر.
أعماله في الشعر: مثنويه المعاني: وهي قصائد باللغة الفارسية، من أهم الكتب الصوفية الشعرية. الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي: وقد كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، والرباعيات: وهي منظومة جرى إحصائها، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعياً.
كتابته في النثر: كتاب يحتوي على واحد وسبعين محاضرة ألقاها الرومي في صحبه في مناسبات مختلفة. وهو من تجميع مريديه وليس من كتابته هو. المجالس السبعة: وهو تجميع لمواعظ ومحاضرات ألقاها في سبع مناسبات مختلفة. وتتضمّن أشعار فريد الدين عطار وسنائي وأشعاراً للرومي نفسه..
أما الرسائل: فهي رسائل كتبها بالفارسية إلى مريديه ومعارفه وهي تدل على اهتمام الرومي وانشغاله بمعارفه ومريديه وما أصبح له من تأثير كبير على الناس.
وعنه، كتبت الروائية التركية «أليف شافاق» رواية «قواعد العشق الأربعون» التي تحكي قصّة جلال الدين الرومي مع شمس الدين التبريزي. لاقت الرواية إعجاباً كبيراً وترجمت إلى لغات متعددة.