تجارب مسرحية
يؤكد الفنان المسرحي إسماعيل خلف في كتابه «المسرح في محافظة الحسكة مسيرة تسعين عاماً» أن تجربة الفن المسرحي في الحسكة بدأت أواسط ثلاثينيات القرن العشرين مع المسرح الكنسي وشباب هواة، منع الاستعمار الفرنسي عرض مسرحياتهم لأنها مشبعة بالروح الوطنية المقاومة وتطور لاحقاً مع المسارح المدرسية والشبابية.
بالإضافة إلى محاولات مسرحية لها طابع سياسي، كانت تقدم في المناسبات المختلفة، كالأول من أيار والجلاء وبعض الأعياد القومية المحلية، وتناولت قصصها حياة الفلاحين في المنطقة وبعض الأساطير القديمة التي تحكي تاريخ المنطقة.
وهناك تجربة المسرح العمالي في اتحاد عمال الحسكة، الذي نشط منذ السبعينات وقدم بعض المسرحيات مثل «المنشار» و«المسمار» تأليف وإخراج فيصل الراشد، وغيرها.
ديفاولو الفقير
المسرح الفقير، شكل من أشكال المسرح المعاصر، عُرف عالمياً باسم ديفاولو الفقير أو تياتر الفقير، وهو مسرح يستغني عن الكثير من بهارج المسرح وتقنياته وإكسسواراته من ملابس وأقنعة وديكورات وإضاءة ويعتمد بالأساس على عمل الممثل وعلى النص.
يصف د. فيصل الراشد، أحد أهم مؤسسي المسرح الفقير في سورية، في أحد لقاءاته بأنه: «استخدام أقل ما يمكن من المبهرجات المسرحية، على ألا يكون إسفافاً في القلة، وألا تطغى العناصر المساعدة على روح العمل المسرحي، فالفراغ هو عنصر مستقل بذاته يدعم رؤية الفنان المسرحية».
ونقل د. الراشد تجربة المسرح الفقير إلى سورية وقدمها في أغلب المحافظات والتجمعات والقرى، وقدم عدة أعمال مسرحية منها: «أخوكم في الإنسانية»، «امرأة حافية»، «المخرج والطباخ»، «زوج متين من الجوارب»، «زوجتي خارج المنزل».. الخ. وساهم في تطوير هذا النوع من المسرح على ضوء دراسته، فأخذ منه مفهومه وبعض عناصره محولاً مسرحه إلى مسرح ديناميكي متحرك، قادر على العرض في أي مكان وبأقل التكاليف، معتمداً على النص ومهارة الممثل والتوجه المباشر إلى الجمهور. وتحويله إلى مسرح شعبي يخاطب الناس والفئات الشعبية في أي مكان.
وعن تجربته في هذا النوع من المسرح، يقول:
«أنا من مؤسسي المسرح الفقير في سورية.. وأنا مقتنع به، لأن المسرح يبدأ ممثلاً ونصاً وينتهي ممثلاً ونصاً.. وليس لضعف الإمكانات، فالفخامة والديكورات تكبل روح الممثل وتكبل روح العطاء في المسرح».