في ذكرى رحيل.. جكر خوين

تنحدر أصول الشاعر «شيخموس حسن محمد علي» المعروف بـجكر خوين «1903-1984» والذي حلت الذكرى الثلاثون لرحيله في الثاني والعشرين من تشرين الأول الجاري، من قرية هساري في تركيا. وكان في بداية حياته رجل دين متنور، قَدِمَ إلى الجزيرة السورية قبل عام 1918 وعمل في مد سكك الحديد ثم سكن في مدينة عامودا وتفرغ للدراسة على يد رجال الدين وفي عام 1943 ترك زي رجال الدين وانتقل الى القامشلي ليخوض غمار السياسة.

كتب الشعر بالكردية مبكراً وكانت أشعاره تحمل أفكار الكره لظلم الاستعمار والآغوات ويدعو إلى تحرير الشعب من الاستغلال والاضطهاد والتخلف. له العديد من الدواوين والمجموعات الشعرية مثل: النار واللهب، ثورة الحرية، من أنا، الشروق، زند أفيستا، السلام.. الخ.
كان من أوائل الدعاة للماركسية اللينينية في الجزيرة السورية قام بنشر أفكارها بين الفلاحين والعمال المعدمين في المدن والقرى وكان عضواً في الحزب الشيوعي السوري بين عامي 1943-1956.
كان من عداد حركة أنصار السلام في سورية وشارك في العديد من مؤتمرات السلام العالمية مثل مؤتمر بيروت، وقد رشحه الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة الاتحاد الوطني عن دائرة القامشلي مع القائد النقابي الراحل إبراهيم بكري عام 1954 لكنه لم ينجح بسبب التزوير الذي طال تلك الانتخابات، وقد توفي في مدينة ستوكهولم في السويد عام 1984 ودفن في باحة منزله في القامشلي بموكب شعبي مهيب.
يقول في إحدى قصائده واصفاً واقع شعوب المنطقة:
«من أنا؟.. أنا الشرق/ بكل أبراجه وقلاعه/ بكل مدنه وقراه/ بكل صخوره ومنحدراته/ دافعنا ودافعنا/ دافعنا عن الشرق» ويضيف في القصيدة نفسها قائلاً: «فليعلم العالم كله/ أننا نعلم طريق ماركس.. طريق لينين».
أما في ديوانه المعنون «الأمل» والذي احتوى على أشعار غزلية في أحد أقسامه أما في القسم الآخر فقد احتوى أشعاراً عبر فيها عن الأوضاع الاجتماعية للناس البسطاء وقدم رؤاه الفكرية حينها مؤكداً على ثقته بالإنسان. يقول في قصيدة أنا إنسان:
 «أريد الماركسية/ أسعى في كل مكان/ لأجلب التحرر/ السوفيات تريد نشر الوعي/ أمريكا تريد الحرب/ آسيا تريد التحرر/ في أفريقيا أنا أحارب/ في أوروبا أنا أبحث/ أنا إنسان في كل مكان/ مناضل في فيتنام/ عاري في الهند/ جائع وحافي القدمين/ أنا الإنسان الكردي».
كتب جكرخوين الكثير من القصائد ذات الطابع الأممي والاجتماعي داعياً إلى التحرر من التخلف والاضطهاد وقد لحن الكثير من الفنانين قصائده وسجلوها في أغاني موسيقية.