وجه من سينما بيلاروسيا المعاصرة
سيرغي لازنيتسا من أبرز مخرجي بيلاروسيا المعاصرين له أعمال عديدة، وحازت أفلامه على جوائز عالمية ومن أفلامه «اليوم سنبني بيتاً»، «محطة القطار»، «القرية»، «مصنع»، «آرتيل»، «أنوار الشمال» وغيرها.
فيلم «الحصار» الذي أخرجه عام 2005 يأخذ لقطات من الأرشيف لحصار مدينة لينينغراد أثناء الحرب العالمية من عام 1941 حتى عام 1944 عندما حاصرت القوات الألمانية المدينة بدعم من فنلندا. حساب زمني صريح عاد فيه لازنيتسا إلى ما كان يحدث داخل المدينة والظروف المؤلمة والصعبة التي عاشها سكان المدينة في ظل الحصار وظروف القتال والمقاومة وتأثير ذلك على الحياة اليومية.
أما فيلم «مراجعة» 2008 فقد جرى تصوير مشاهده في روسيا وألمانيا وأوكرانيا، أعاد فيه لازنيتسا تركيب تراث هائل من أفلام البروباغاندا السوفييتية منذ الأربعينيات حتى الستينيات من القرن الماضي فيركب الجوانب المنسية من حياة تلك الأيام وطريقة العيش والتفكير يومها واستخدم الأفلام الدعائية الغربية أيضاً في تركيب الأحداث هذا ليبدو كتحقيق يخوض فيه بين طرفين. يستكشف لازنيتسا أسلوب حياة الناس في الأنحاء الشاسعة للوطن السوفييتي ثم يصور الفكرة الأساسية التي أراد منها أن تكون موضوع فيلم «المراجعة».
يوضح الفيلم كيف كانت الصناعة والزراعة مثل بناء السدود ومصانع الصلب والعمل والمسابقات والأراضي الزراعية والحياة السياسية والانتخابات، والهالة الإيقونية حول لينين والثقافة الشعبية والتكنولوجيا والسينما والمسرح والسفر والمستوى المعرفي للعمال خلال الفترة بين الأربعينيات والستينيات ونظر إليها من منظور اليوم.
حاز فيلم المراجعة على جوائز عالمية عدة منها جائزة البوق الذهبي لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كراكوف عام 2008 ومهرجان دوك بوينت في هيلسنكي عام 2009 وجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان السينما المفتوحة في روسيا وجائزة مهرجان روتردام السينمائي الدولي وغيرها.
يقول لازنيتسا: «على الرغم من المشقات والحرمان والطقوس الاجتماعية الغريبة في ذلك الوقت لكن الوهم الشيوعي حينها كان كافياً لإنارة الحياة وإشراقها» هكذا يلخص المخرج رأيه في تلك الفترة، لقد كان الناس أكثر سعادة من الآن.
كتب لويس مانشيه من معهد البوليتكنيك في جامعة نيويورك عن هذا العمل: « فيلم المراجعة عمل خال من السرد المشاهد عرضت بشكل وثائقي عن الطريقة السوفييتية في الحياة وهو أمر لا بد منه لكل مهتم في قبس التجربة السوفييتية، تلك الأيقونة غير التقليدية في المجتمع والثقافة والسياسة في الاتحاد السوفييتي القديم ومن المفيد أن نظر إلى الوراء في الماضي الشيوعي الذي يمثل الهندسة الاجتماعية الكبرى».