بالزاوية : الهندسة الاجتماعية

بالزاوية : الهندسة الاجتماعية

الهندسة الاجتماعية مصطلح يدلل على ما يعرف باختراق العقول ومحاولة التحكم بالموقف والرأي وتوجيهه بالإتجاه الذي يريده «المهندس»الاجتماعي، بناء على دراسات مسبقة تستند على ميول ومصالح ورغبات الجهة المستهدَفة.

بدأت التجربة  في إطار استخدامها على الأفراد وبعض المؤسسات. ولكن في إطار الصراع السياسي جرت، وما تزال، محاولة تعميم التجربة للتحكم بالوعي السائد في المجتمعات، وبمواقف بعض النخب والقوى والأحزاب، وذلك من قوى دولية، تملك ما تملك من الإمكانيات، مستخدمة في هذا المجال أدوات متعددة أبرزها وسائل الإعلام وماكينات الدعاية.
تكمن المشكلة أن هذا العلم يتم توظيفه في عالم اليوم من قوى أنانية، جشعة، تسعى إلى امتلاك العالم، لها مصالح متناقضة على طول الخط مع الحضارة الإنسانية، وتحديداً تلك القابعة في إدارات الدول الغربية، وتستخدم لذلك تقنيات وأدوات وطرائق مع الخصوم، بحيث يصبح هذا الخصم أحياناً جزءاً من تنفيذ المشروع المُراد، من حيث لايدري.
ليس كل ما يقوله «المهندسون الاجتماعيون» في الإعلام الغربي اليوم بشكل مباشر- وهم كتيبة الاستطلاع والمكلفين بالقصف التمهيدي على أية جبهة في الحرب المفتوحة على العالم- هو الشيء الذي يريدونه فعلاً..! والتجربة، بل التجارب أكثر من أن تُعد وتحصى.
تحدثوا عن الحرية فكان احتلال الدول، واستباحة أراضي الغير، تحدثوا عن الديمقراطية في محاكاة حاجات حقيقية للشعوب، فكانت أدواتهم، في ذاك الاستهداف المباشر، أشد القوى رجعية من «قوى التكفير» والتفتيت والتقسيم. وعليه لا يمكن قياس الموقف الغربي الحقيقي من أية قضية من القضايا الساخنة في عالم اليوم استناداً إلى البروباغندا المرافقة لتسويق الموقف فقط، بل الأهم فهم الاستراتيجية الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً فهماً صحيحاً.
الخطوة الأولى في مواجهة الخصم بشكل فعلي، تكمن في معرفة الهدف الحقيقي له. أليس الهدف الأمريكي اليوم تدمير الدولة السورية؟
ألا تعمل واشنطن على إدامة الاشتباك من خلال تمويل وتسليح قوى التكفير؟
أليس كل الفعل الأمريكي منصبّاً بهذا الاتجاه منذ تفجر الأزمة؟
وعليه ألا يتطلب ذلك العمل عكس ما يفعلوه، أي الإسراع في الحل السياسي بين السوريين ووضعه كمهمة أولى على جدول الأعمال؟

آخر تعديل على السبت, 17 أيار 2014 21:49