أدب البحارة

أدب البحارة

للبحارة أدبهم الذي طالما تميز عن بقية الأدب، حيث تبلور حاملاً روح الإخلاص للبحر والأسطول، والمعارك البطولية في عرض البحر، ونكران الذات وعشق الفتيات لبحارة الأسطول. ويعد الأدب الروسي وآداب الشعوب السوفييتية من أغنى وأجمل ما كتبه البحارة من أدب خلال أكثر من قرن ونصف.

منذ بطولات المدرعة البحرية المنتفضة بوتمكين عام 1905 في البحر الأسود،مروراً بالحرب ضد النازية، وصولاً إلى سنوات الحرب الباردة، برز العديد من الأعمال الأدبية الهامة، شعراً، وقصة، ورواية، منها أعمال الكاتب الأوكراني ليف كاسيل خلال الحرب. وكذلك كان الأمر في السينما والمسرح ومنها الأفلام السوفييتية الشهيرة «قائد الغواصة السعيدة» و«بحار من سفينة كاميتا» وغيرها.
كتب هذه الأعمال البحارة الذين عاشوا تلك الأيام العظيمة في أحداثها، وشهدوا كيف ابتلع البحر رفاقهم دفاعاً عن الأوطان، ويأتي في هذا الإطار كل ما كتبه الكاتب الروسي السوفييتي ليونيد سوبوليف «1898 – 1971» إذ ارتبط أدبه بالبحر الذي تعلقت حياته به أيضاً.
فقد ولد سوبوليف في عائلة ضابط مدفعي، وخدم سنين طويلة في الأسطول البحري وكانليونيد سوبوليف يعمل مراسلاً حربياً في بحر البلطيق والبحر الأسود أثناء أعوام الحرب الوطنية العظمى«1941 – 1945» وعايش أحداثاً هامة، تحولت لاحقاً إلى مادة لمجموعاته القصصية.
حيث كرس قصصه المشهورة «الروح البحرية» لمآثر بحارة الأسطول الأحمر، الأبطال الذين دافعوا عن مدن سيباستوبل وأوديسا ونيكولايفسكايا وبحر البلطيق أثناء الحرب.
تضم هذه المجموعة القصصية ثماني عشرة قصة مثل «الوشاح الأزرق» و«حكايات من جورجيا» و«السحابة السوداء» وغيرها كتبت بين عامي 1941 – 1942 أثناء لهيب المعارك التي خاضها الأسطول الأحمر، خاضها أشخاص عرفهم وعرفوه، استشهد بعضهم وهو يلبس قميص البحارة المخطط بالأزرق، وعاش البعض الآخر ليحكي قصصاً للأحفاد عن الروح البحرية.
يجيب سوبوليف على سؤال طرح عليه، ما الروح البحرية؟ قائلاً: «هي الحب الكبير للحياة، فالجبان لا يحب الحياة، إنه فقط يخشى أن يفقدها. الجبان دائماً سلبي، فاختفاء النشاط بالذات يفسد حياته الحقيرة، التي لا تهم أحداً. أما الشجاع فهو بالعكس يحب الحياة بولع وفعالية، ولذلك يناضل من أجلها بكل رجولة وجلد ودهاء، ذلك الإنسان الذي يفهم جيداً أن أفضل وسيلة للبقاء حياً في المعركة هي أن يكون أشجع وأمكر وأسرع من العدو».