يا الله باي
هشام برازي هشام برازي

يا الله باي

إن اختلاف طريقة التحية من شخص إلى آخر لا يفسد للود قضية، ولكن يبقى هناك من يقول: إن فلاناً كانت تحيته حارة، وآخر كانت تحيته باردة مثل طين الشتاء، والتحية تختلف من شعب إلى آخر حسب المناسبات والقيم الاجتماعية للأشخاص. أما في المسرح فتكون وقوفاً وتصفيقاً يتخللها الصفير من الحضور للدلالة على الإعجاب والرضا حينما يتبادل الجمهور التحية مع الممثلين عقب انتهاء العرض المسرحي، وهناك من يرشقك بقبلات ثلاث على الخدين ويضمك بشدة إلى صدره تعبيراً عن المحبة والاشتياق فيساورك الإحساس بأن وراءها تكمن لك نوايا قد تكون منافقة وخالية من دسم المحبة، ومع ذلك تبقى النوايا حبيسة في الصدر ولا يعلم بمضامينها غير الله، وأحياناً تلتبس علينا التفسيرات فنقع في شباك الخداع ضحايا لابتسامات ماكرة من الشفاه، أو لإيماءة تحية من الرأس، أو لغمزة من عينين ساحرتين نسيء تفسيرها.

التحية المتداولة بين شعوب شرقي آسيا تكون بضم الكفين إلى بعضهما أمام الصدر مع الانحناء بالقسم العلوي من الجسم قليلاً، أما في دول الغرب فتكون التحية برفع القبعة من على الراس إلى الأعلى، وفي دول الخليج فتكون التحية بتلامس الخشوم (الأنوف)....

تعقيب:

تبقى التحية «صباح الخير ومساء الخير والسلام عليكم» بما تحمله من فضائل المحبة والطمأنينة الروحية والنفسية للأشخاص الذين يتبادلون التحية أفضل بكثير من استعمال أجيالنا العربية المعاصرة (هاي.. وياالله باي) والتي لم يتداول في أمرها مجمع اللغة العربية مع أنها أضحت وللأسف مع مفردات أجنبية أخرى تتردد على الألسن وتزيح من تعاملنا الاجتماعي البعض من جماليات مفردات لغتنا العربية الجميلة.