في محراب الفكر
تمر في السابع والعشرين من هذا الشهر الذكرى الرابعة عشرة لرحيل المفكر العراقي الشهير هادي العلوي. وهو واحد من أبرز المثقفين الوطنيين، وكاتب العشرات من المؤلفات الجريئة، والمحقق في البحوث التراثية.
وقد قدّم للقراء العرب ما يلبي الكثير من حاجتهم الثقافية والمعرفية وبأسلوب علمي جمع بين جودة التعبير وعميق الفكرة.... لقد كان هادي العلوي «أبو حسن» مشاعياً صادقاً وصوفياً زاهداً وإنساناً راقياً ومناضلاً عربياً أصيلاً، ومفكراً حراً، وكما قيل: كان ذاتاً معرفية تؤوي بفيضها الجميع، وتقف ضد كل من يعاند السؤال أو يقصي الاختلاف بالمعرفة الشمولية. وكان يطبب الناس كما يطبّب نفسه.. في ذكرى رحيله نحيي تلك القامة الفكرية النضالية الشامخة التي انحازت وبكل إيمانها إلى جانب المستضعفين والفقراء والمظلومين.. القامة البارزة في العداء للامبريالية والصهيونية والهيمنة الأمريكية على العالم، ويكفيه أثراً خالداً أنه، لم يقصر لحظة في تعرية وفضح مشاريعها ورموزها إنه العبقرية في التحامها بالبساطة الإنسانية الآسرة.