عزيزي.. رغيف الخبز!
بترا الحايك بترا الحايك

عزيزي.. رغيف الخبز!

الطعام، أو الأكل، أو حشو البطن شغلة روتينية بحياتنا. إيه، في ناس بتحب الأكل، وبتستلذ بكل لقمة من أكلاتنا المفضلة، وفي ناس عادي أنو تاكل، بس شو عم ناكل دهب نحنا؟

أنا متل كل السوريين في علاقة «مشبوهة» بينا وبين رغيف الخبز يللي صار متل الدهب..! هو هاد الشي المقدس والدافي والصادق، هو عنجد حبيب الملايين وموحد- لا تآخذوني بالكلمة تبع المثقفين الثوريين متل ما بيسموا حالهم- البروليتاريا بالبرجوازية، يعني الغني والفقير بيحب الرغيف السخن العادي أو الأسمر، بس مو السياحي، يلي طالع من الفرن هلأ.. تازة.

الفقير والغني بيحب عروسة اللبنة بالنعنع (بس واحد بيشتريها من عند «أبو أحمد» على كوع الحارة بعشرين ليرة والتاني بياخد ولادو لعند «شمسين» وبيدفع 75 أو مية ليرة للصندويشة)..! وتنيناتهم بيحبوا الجبنة المسخنة على الغاز (الله يرحمو طبعا)، وبعدين يعني في حدا بيسترجي يجي هلأ يقلي أنو الفول يوم الجمعة بيتاكل بخبز سياحي؟!

هاد اسمو كفر، اخخخ يا رغيف الخبز!!

بتذكر وقت كنت اطلع مع أبي نجيب خبز.. كان متل ما بيقولوا من النشاطات العائلية المفضلة عندي، نشتري ربطة ونوصل عالبيت بنصها، كان ما بيتقاوم الخبز السخن، ويا وجعي شو طري وطيب..! آخ ع ها الذاكرة لو بترجعلي هداك العشق..

هلأ صرت أعرف أنو هي الأيام ما رح ترجع عن قريب، أنا بعتذر وراسي بالأرض بس يا الله شو عم يهملوكي، وشو عم يئهرمو فيكي يا أيام، ما بدي أعرف ليش..!؟ بدي ولادي يعيشو هديك السعادة البسيطة ويحسو بألفة الشغلات المتواضعة، مابدي سعادة تجينا بالعلب والجرعات الخلبية.

ويا خبز يا أبيض، يا أسمر، يا عادي.. تبع القمح راسو بعبّو، ولاّ نخالة.. الشعب كلو بيحبك وكلو بيؤمن فيك (فيك وبس) ويمكن هي هي الكلمة المناسبة، لأنو رح  نتلاقى، أكيد رح نرجع نتلاقى، ورح ترجع رغيف الخبز تبعنا يللي تعودنا عليه، بحبك وما رح أنساك يا صديقي في الطفولة والصبا، يللي بتحمل ذكرياتي وفجعي بالأكل.. كل شي معك كان أحلى وأطيب..