الموت مصادفة..
يجلس، بأعوامه الخمسين، خلف صناديق الخضار، التي يجني منها قوت يومه، شارداً يفكر بما حدث معه أمس حين كان يقف في دوره ينتظر مادة السكر..
المادة التي لم تأت رغم تعب الوقوف، كان يبدو سعيداً ..من خلال الابتسامة التي تعلو وجهه المتجعد، والتي لم يتوقف يوماً عن إظهارها مهما بلغت حالته من السوء، فجأة اختفت تلك العبارات التي تطن في أذنيه وعاد الصوت المدوي للمرة الثالثة.. صوت يجعل الأشياء تهتز من حوله، وتسكت كل شيء حتى أصوات الرصاص تختفي عندما يدوي هذا الصوت الرهيب، رفع رأسه للسماء وتضرع لله الرحمة، لم يكمل دعاءه فقد احتضن صدره رصاصة، لم يعرف أحد من أين أتت، كان بصر الجميع معلقاً في السماء، وعندما خفتت الأصوات قليلاً، وقع بصرهم على الجسد المضرج بالدماء، الرجل الخمسيني بائع الخضار لم يفعل شيئاً ولكنه مصادفة كان هناك.