بين السيرقوني والسيكلما : حكي بلا طعمة جداً

بين السيرقوني والسيكلما : حكي بلا طعمة جداً

قال لي بأن سويسرا دولة محايدة، أي لا تتدخل بالسياسة نهائياً يهمها الأموال فحسب، وهو كذلك شخص محايد أي أنه لا نظام ولا معارضة، والدولة الفلانية تتبع سياسة النأي بالنفس.

جميل جداً هذا الكلام، ما هي المحايدة؟ أو النأي بالنفس؟

بقليل من التحليل يمكننا أن نستنتج: إما أن هذا الطرف لا يستوعب محور الصراع الجاري وبالتالي «مشوش» ولا يمكنه تحديد موقف، قد يبدو هذا معقولاً في بداية أي صراع ولكن مع اقتراب نهايته تبدو القصة غير محبوكة، أو أن أطراف الصراع غير واضحة ومختلطة وهذا أيضاً ممكن، أو أن الطرف المحايد جبان لا يمكنه الوقوف مع أحد الأطراف خوفاً من بطش الطرفين، وهذا وارد، أو أنه بانتظار حسم المعركة ليقف مع الطرف المنتصر وهذه انتهازية صريحة، أو أنه طرف ثالث يجد أن صراع الطرفين خارج عن إطار مصالحه الذاتية، وهذا أيضاً مطروح في كل زمان ومكان.

يقول المثل «اللي عندو عشّي ما بيزفّر إيديه» يمكن أن يكون هذا هو الموضوع على طريقة سويسرا.

لكن ما هو الواقع فعلاً، إذا كان الفريق الأخضر مقسوماً بين الفريقين ويعني نصف الفريق لابس أخضر ونصف الفريق لابس أزرق، وكذلك الفريق الأزرق مقسوم نصفين أي نصف الفريق لابس أزرق ونصف الفريق لابس أخضر، ما هو الحل؟

الحل الوحيد أن تعرّي الفريقين من ستراتهم وتعيد توزيعها وإلا ستبقى «محايداً أو تتبع سياسة «اللعي بالنفس».