الشيخ إمام.. زعيماً للثورة
كمال عرفات كمال عرفات

الشيخ إمام.. زعيماً للثورة

«إصحي يا مصر، مصر يا بهية، ثور واتحرر يا إنسان، شيد قصورك».. ليست مجرد أغنيات، بل هي صيحات ثورية شعبية بثها الشيخ إمام لتقود الشعب نحو الثورة.. هي عناوين ومناهج وزوادات معارك ثقافية خطها الشاعر أحمد فؤاد نجم بحثاً عن الحرية، كتبها للقاهرة، للإسكندرية، للسويس،  لمصر كلها، بفقرائها، وجياعها، ومقهوريها.

هذا هو النصر الذي سعى إليه وغنى له الشيخ إمام منذ أكثر من ثلاثين عاما، هذا هو النصر الكامن الموجود بصوته، بآلته التي رسمت ألحان النصر، وترانيمه التي أرعبت قاطني القصور.

ها هو صوت الشيخ إمام يعود لساحات القاهرة وشوارع الإسكندرية ومياه النيل وهواء السويس، وها هي أغانيه تترأس عناوين الصحف والمحطات الفضائية وحتى صفحاتنا الفيسبوكية، أغانيه التي عادت لتقود الثورة العظيمة التي لا تبعد عن النصر المبين إلا بقدر متابعة الثائرين لثورتهم، رغم أن الثورة انتصرت في كل الأحوال بعد أن أظهرت للعالم أجمع أن إرادة الشعوب لا يقف بوجهها ظلم ولا وبطش ولا حتى جيوش أو أنظمة تدعمها أضخم دول الإمبريالية العالمية.

هي شعوب لا يفصل بينها وبين الحرية إلا زمن ضئيل ستقهره طالما وجد بتاريخها وقلوبها روح كروح الشيخ إمام الذي ربما لم تر عيناه ألوان الحياة، ولكن أغانيه لطالما أثبتت أنها كانت ترى طريقا له نهاية وحيدة عنوانها الحرية، تفاصيلها معارك وثورات، أبطالها شعوب، وغنائمها خلاص من ظلم نخر عظاماً وامتص دماء واقتلع أعيناً وأدمى قلوباً، فكانت الكلمات والألحان والصوت الشجي ترسم بمجموعها للشعب المصري العظيم طريق الخلاص، طريق الحرية، طريق الشمس، وبكل اختصار هذا هو «درب الشعوب»، الدرب الذي بدأه الشعب التونسي، فكان الانتصار المدوي، وأكمله الشعب المصري الذي لم ينتصر لمصر فحسب بل إن ما حققه ستتخطى آثاره النيل والسويس والبحر الأحمر وربما الخلجان والمحيطات لما سيضعه في كفة قوى التحرر العالمي على حساب كفة الامبريالية العالمية التي تنهار دعائمها يوما بعد آخر.

نم قرير العين يا شيخ مصر، فهي حرة وعلى الوعد بهية.. شكراً على الروح التي أورثتها للشعب المصري ولنا، شكرا لصوتك الذي تشبث بعقول أحفاد مصر فأطلقوه ثورة، شكراً لأبطال مصر.. الذين زرعوا في عيوننا وقلوبنا وعقولنا الأمل، وعلمونا أنه يوجد للنصر أيام، وأن الحرية آتية لا محالة.. شكرا يا شيخ مصر.. ومبروك لك ولشباب مصر الحرية.

آخر تعديل على الإثنين, 07 نيسان/أبريل 2014 22:39