إنابة وسيادة
ـ 1 ـ
لمّا كان مغرماً بها، ولا يعرف بالضبط، حقيقة مشاعرها تجاهه..
فقد سألها ذات موجة مدٍّ عاطفي ألمّت به، وبلسان «نزار» شاعره الأحبّ:
أتراها تحبني ميسونُ
أم توهّمتُ والنساء ظنونُ؟
وعلى خلفية من التفاجؤ، بطرح السؤال، والغبطة بما يحتشد خلفه، والتوجس من عاقبة عدم الدقّة في الردّ عليه، أجابته:
أحترمك وأعزّك!
الإجابة التي، صحيح أنها لم تُرضِ شطحات عشمه. بيد أنها لامست إعجابه، وعانقت تقديره.و لاسيما لسانُ حاله يقول: إن درهم احترام ومعزّة حقيقيين، خير من قنطار حبٍّ كاذب. كما وأن الحب الحاف، أي الخالي من دَسَميّ «الاحترام» و»المعزَّة» هو أقرب ما يكون، إلى حبٍّ «ماصل»!.
ـ 2 ـ
جميلٌ أن نحب..
جميلٌ أن نُخلص في حبنا..
والأجمل أن يصير بنا إكسير الحب، إلى محبة كل «مَنْما» يشاركنا الحياة على كوكبنا. فالحب في جوهره ثقافة، بقدر ما تعلِّمنا وتوعّينا؛ بقدر ما تهذبنا.. تجملنا.. وتسمو بنا فكراً وجسداً وروحاً.. بقدر ما نصير:
أكثر شفافية ونقاءً..
أقلَّ عكراً وعكرتة..
أكثر لياقة وأناقة وحلماً وحكمةً ولطفا..
وأقلَّ قساوة ورعونة وخشونة ولؤما..
ـ 3 ـ
قد يحدث ونحب..
بل من الطبيعي والصحّي، ومن رضا الله والوالدين علينا، أن نحب..
ويحدث أن نؤخذ بسحر مَنْ نحب. وقد يوصلنا سحره، حدَّ عبادته وتسييده علينا..
وقد يكون «ألذَّ من العسل على قلب الواحد منّا» أن يُسيّد التي يحبها، على سائر بنات جنسها أيضاً..
أمّا أن يسيّد أحدهم حبيبته ـ الراحلة منذ أربعين عاماً ـ على النساء والرجال كافة. ومتى؟ في أوج تفاقم أزمة المسألة السورية، التي تنثرنا أشلاءً، وطناً ومواطنين «محبين ومحبوبين». فذلك ما لم يعطه حق الإنابة به، رجلٌ ولا امرأة، وما لا يقبله منه ابن أمه من أحد.. حتى لو كان قائله: الأديب القاص «ياسين رفاعية».. والمقول به: الأديبة الشاعرة «أمل جرّاح» .. ومكان القول: جريدة «الثورة» السورية!