لينين والأدب
ولد فلاديمير ايليتش أوليانوف في 22 نيسان(أبريل) 1870 بمدينة تدعى سيمبيرسك، وقد جمع بين الريادة في الفكر والعبقرية في التنظيم والروح العملية في السياسة، فاستحق أن يكون أحد أهم القادة والرموزفي القرن الماضي..
كان إيليتش يطالع مؤلفات الكلاسيكيين، وقرأ مؤلفات تورغنيف أكثر من مرة وقد حملت إليه زوجته كروبيسكايا في سيبريا مؤلفات بوشكين وليرمنتوف ونيكراسوف فوضعها لينين قرب سريره بجوار كتب هيغل وقرأها المرة تلو المرة في الأمسيات، حسب ما ورد في مذكرات زوجته، وقد أحب بوشكين وقرأ رواية «ماالعمل »؟ بانتباه شديد وأحب سيماء تشيرنيفشيسكي وشخصيته، ويدل على ذلك أن ألبومه السيبيري يضم فيما يضم صورتين لهذا الكاتب، وقد كتب إيليتش بيده على إحداها سنة ولادة الكاتب وسنة وفاته، كذلك كان ألبومه يحتوي صوراً لـ«إميل زولا وهرستين» وصوراً لـ«بيساروف» من بين الكتاب الروس، وقد طالع فلاديمير إيليتش وأحب كثيراً مؤلفات بيساروف وكان لديه إيضاً في سيبيريا «فاوست» غوته باللغة الالمانية وديوان شعر لـ«هاينه». وعندما عاد فلاديمير من سيبريا راح مرة إلى المسرح في موسكو، وشاهد «سواق العربة هنشل» وقال فيما بعد إن هذه المسرحية أعجبته كثيراً، وكان من بين الكتب التي أعجبت إيليتش في مسرح ميونخ رواية غرهاد «عند الماما» و«الفلاح» لبولنتس، ثم فيما بعد، أثناء هجرته الثانية إلى باريس طالع إيليتش برغبة ومتعة قصائد فيكتور هوغو عن ثورة 1848 نظمها هوغو عندما كان منفياً وجرى نقلها وتوزيعها سراً في فرنسا، القصائد التي كانت تحمل نبض الثورة، وكان يطيب لإيليتش الذهاب إلى مختلف المقاهي والمسارح في ضواحي المدينة، من أجل الاستماع إلى مرتجلي الأغنيات الثورية الذين يغنون في أحياء العمال عن كل شي، كيف ينتخب الفلاحون السكارى إلى مجلس النواب وعن تربية الأولاد وعن البطالة الخ ..وكان مونتيغوس يعجب إيليتش بخاصة، ومونتيغوس هو ابن رجل من رجال كومونة باريس وكان حبيب الأطراف العمالية، وكانت أغانيه المرتجلة العابقة دائماً بتلوين معيشي ساطع، ولم تكن تنم عن إيديولوجية واضحة المعالم، إلا أنها كانت تنطوي على قدر كبير من الولع الصادق، وكثيراً ماكان إيليتش يغني تحية للفوج السابع عشر الذي رفض أن يطلق النار على المضربين «التحية لكم يا جنود الفوج السابع عشر...».