فشة خلق..
وكنت مقاطعا للفيس بوك مذ قرأت ما كتبت نور أبو فراج في قاسيون عن هذا الرجس الرجيم، حتى التقيت مصادفة بأستاذي في اللغة العربية أيام ثانوية السودا الرسمية، فاستثار حفيظتي، واستفزني بهدوئه وأجوبته المحافظة.. ما بال لغتنا الجميلة يا معلمي؟ ماذا بها يا بني، هي جميلة.. وستبقى رغم أنوف الأعداء وأصحاب المؤامرة!!
لا..لا يا معلمي، أنا لا أشكك بجمالها وعبورها للعوادي عبر الزمن، ولكني أراها تخوننا أحياناً فلا نصيب بها المعاني التي نروم. يا بني أصابتك أمراض الحداثة، وأضاف: لقد لحستك مفاعيل الأزمة، فصرت تخلط.. وتحمل لغتنا ما لا وزر لها بمصابك...
يا أستاذنا: الله وكيلك، ثمة أناس، من جيلي أو أصغر قليلاً، لا أفهمهم ولا يفهمونني. خذ على سبيل المثال، أقول لهم ثمة فعل في الحياة يدعى فعل الخيانة، وهو معروف وموصف في أدبنا حتى الملل، يقولون لك في تعليله: يخونك قلمك.. تخونك ذاكرتك.. تخونك أذناك، وحواسك، إذ أنك لم تمرنها على استقبال الجديد والحديث! وإذ أقول لهم: يا إخوتي فلان خان نفسه، وآخر خان مبادئه وهذا يخون زوجته وذاك يخون أهله..يصمون آذانهم ويقولون هذه ليست لغة عربية..
والله يا أستاذي حرنا في أمرنا فحتى الخيانة أصبحت وجهة نظر تحتمل التأويل والاحتمالات. يصغي إلي بهدوء ثم يجيبني: وما بالك صرت مثالياً ميتافيزيقياً!! الدنيا هكذا يا بني والمشكلة قطعاً ليست في اللغة العربية!