ربمــا..! «تامر حسني مبارك» أو أي أحد سواه
لنتأمل في ما جرى لتامر حسني في ميدان التحرير، حين حاول زيارة الميدان فقام المتظاهرون بضربه وطرده على خلفية تصريحات سابقة أدلى بها مؤيداً حسني مبارك.
بعد طرده من الميدان اعترف حسني، في فيديو نُشر على الإنترنت، بأنه تعرض لضغوط كي يدلي بتلك التصريحات المؤيدة للنظام. وانخرط في البكاء قائلاً: «أتمنى أن أموت اليوم.. لديهم حق فيما فعلوه»..
يستحق حسني ما حدث له، ولعله أقل ممّا يستحقه، هو أو سواه لا فرق.. فمن دخل اللعبة الخسيسة وارتضى ذلك الدور الهزيل، من امتداح الديكتاتورية والترويج لأجندتها، لا سيما قضية التوريث (كما دأب عادل إمام).. ومن ثم قبول لعبة وجوده في الساحة الفنية «الجماهيرية» أصلاً بفضل الرأسمال المشبوه القائم على خلخلة الاقتصاد الوطني، وتجويع الناس، وتخديرهم بالصورة المضللة في «روتانا» و«ميلودي».. وسواهما من مؤسسات إعلامية وفنية تشكّل رافداً من روافد الطغيان..
يمكننا القول إن خطيئة تامر حسني الأصلية ليست مديح شخص مبارك، ربما هذه أصغر خطاياه ففيها كان واضحاً غير مضلل بحيث يمكن للناس أن يصدقوه أو لا، بينما الخطيئة الأصلية في أدواره السياسية (نعم.. فهي سياسية في النهاية) حيث كان يضلل ويخدم مافيات النهب والتسلط على رقاب العباد، بتنميط صورة الشباب المصري الذي ارتضى صورتين إما غارقاً في سفاسف الموضة والعلاقات السطحية أو الماجنة، أو مدمناً غارقاً في قيعان الجريمة..
والآن حين يأتينا تامر إلى الميدان، مراهناً على شعبيّة شبّاك التّذاكر ورصيده العالي في سوق مبيعات الألبومات، ليُضرب ويطرد ويهان من شباب فاجؤوه وفاجؤوا العالم بتقديمهم صورة حقيقية مختلفة عما تصوره عوالم الدراما والسينما المصرية في عصر الاحتكارات «الفنية» الكبرى.. سيعرف- وبالتالي سيعترف- أن ذاكرة هؤلاء الناس عند المنعطفات الكبرى لا تغفر لمشاركٍ في جريمة تتعلق بالخيارات الشعبية الجامعة، وهي ذاكرة لا يمكن محوها بسهولة..
ما أشبه هؤلاء الفنانين المرتهنين لصورهم الرخيصة بمريض ميئوس منه، ولا حلّ له إلا الموت الرّحيم.. فسوى أنهم لم يقدّموا فنّاً بالمعنى الصّرف ولا مواقف شرف بالمعنى الصرف أيضاً، سيأتون وقت الشدّة، وقت انقلاب الوقت على كل شيء، ليقولوا إنهم أكرهونا.. وكأننا لم نكن نعرف أنّ ذلك الإكراه ملأ الجيوب وأنعش النّرجسيات بالشهرة والأضواء.. والآن في لحظة حقيقة الوعي الصارخة يأتون ليقولوا إنهم معنا!! فهل سنصدّق؟؟ «كبيرة المزحة هاي» باستعارة فيروز وزياد!!
لنختم بالنكتة الواقعية التالية: لطيفة التونسية التي حاولت تبييض وجهها بعد ثورة الشباب التونسي، المستمرة إلى الآن، ادعت أنّها أطلقت اسم «بوعزيزي» على ابن شقيقها. لكنّ الحقيقة تقول إنّ المولود، الذي خرج إلى هذا النفاق، قبل اندلاع الثورة بأسبوع، كان اسمه «زين العابدين» ثم تغيّر اسمه بعد انتصار الثورة..
الباقي عندكم..