محاكمة «كارلوس» في زمن انهيار الرأسمالية
مهند عمر مهند عمر

محاكمة «كارلوس» في زمن انهيار الرأسمالية

ابتسم المناضل الأممي «إيليتش راميريز سانشيز» المعروف باسم «كارلوس» الفنزويلي الجنسية وهو يطلق قبضته في الهواء يوم الاثنين (7-11-2011) عندما دخل إلى قاعة المحكمة في باريس لمحاكمته بشأن عمليات نوعية ضد المراكز الإمبريالية، نفذها وعدد من رفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وهي فترة تصاعد العنف الثوري ضد الأهداف الصهيونية والإمبريالية حول العالم، .

لم يبد «الثعلب» وهو أحد أهم الثوريين الأمميين الذين انخرطوا في صفوف المناضلين من أجل تحرير فلسطين، أي استياء من تراجع حملات التضامن معه تحديدا على المستوى الفلسطيني رغم أنه خط صفحات بيضاء في تاريخ الثورة الفلسطينية، حيث انخرط كارلوس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - العمليات الخارجية، وقد أشرف على تدريبه - الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد، وتلقى تدريبات عدة قبل انخراطه في الجبهة في فنزويلا وكوبا. وبعد انضمامه للجبهة تدرب في مخيمات الأردن، وقاتل مع الفصائل الفلسطينية آنذاك في مواجهة الجيش الأردني، ومن ثم انتقل إلى مخيمات الجبهة في لبنان، وقد سطع نجم كارلوس فقد تميز بذكائه وقدرته على التخطيط والتخفي وتغيير ملامحه وكان له عدة أسماء منها سالم وميشيل.

وقد نفذ كارلوس الذي يواجه حكما بالسجن مدى الحياة عملياته في أكثر من دولة أوروبية، وفي فيينا بالنمسا خطط وشارك لعملية الهجوم على مقر اجتماع الأوبك لوزراء البترول عام 1975؛ حيث أذاع بيان «درع الثورة العربية»، كما استولى كارلوس على السفارة الفرنسية في «لاهاي» بهولندا، مقر محكمة العدل الدولية، واختطف طائرة فرنسية إلى مطار «عنتيبي» بأوغندا في عام 1976 حيث كان عليها شخصيات وسواح صهاينة، كما قام باستهداف طائرة العال الصهيونية في فرنسا بواسطة قاذف آر. بي. جي وبعد أسبوع واحد قام بعملية جريئة باقتحام المطار نفسه مع مجموعته لاستهداف طائرة العال الصهيونية وقد كشفت العملية ونجح باحتجاز رهائن ورضخت فرنسا لمطالبه، وقد حاول اغتيال نائب رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني في لندن، ورئيس شركة محلات «ماركس آند سبنسر» جوزيف إدوارد ستيف الداعم للحركات الصهيونية، وقام بتفجير عدد كبير من البنوك الصهيونية والممولة للحملة الصهيونية ومحطاتها الإذاعية، وكان لديه قائمة بأسماء الداعمين للحركة الصهيونية يريد تصفيتهم، كما قام بالتحضير لعمليات ضد الإمبريالية والصهيونية ومجموعة الرئيس المصري أنور السادات.محاكمة كارلوس الذي وهب حياته في خدمة القضية الفلسطينية ثائراً، مقاتلاً، مناضلاً يسارياً تأتي اليوم، في ظل انهيار يضرب المراكز الرأسمالية العالمية التي ركزت رؤوس الأموال بأيدي قلة تملك الثروة والسلطة، وعودة لليسار إلى الواجهة بطريقة أو بأخرى، وهو ما يؤكد على أن الاشتراكية بما تحمله من عدالة اجتماعية ومساواة بين البشر حول العالم هي الحل لمواجهة الانهيار الاقتصادي الذي قد يضرب كوكبنا.