الحرية بنكهة امرأة عـلـيا المـهـدي.. توزعنا عراة بالتساوي
على صفحتها على الفيسبوك كتبت عليا المهدي التي أدارت بصورها على الانترنت حرباً مفتوحة بعد أن ظهرت عارية بالأبيض والأسود إلا من وردة حمراء وحذاء أحمر.. كتبت ترد:
«حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينيات، وأخفوا كتب الفن، وكسروا التماثيل العارية الأثرية، ثم اخلعوا ملابسكم وانظروا إلى أنفسكم في المرآة، واحرقوا أجسادكم التي تحتقرونها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد، قبل أن توجهوا إلى إهاناتكم العنصرية، أو تنكروا حريتي في التعبير».
ليس في مصر وحدها، فالفضاء المفتوح صار ملعباً واسعاً لانقسامات بين مؤيدين وضع شعارات مثل «كلنا عليا المهدي».. ومعارضين شعارهم «الشعب يريد إعدام عليا المهدي»، وبينهما كثر من هواة الصور العارية، وممارسي العادة السرية، وبعض الانتهازيين الذين يريدون أخذ القصة إلى مواقع السياسة.
من جماعة 6 أبريل التي نفت علاقتها بها.. إلى دعوات القتل، والفلق التي صنع لها معجبون بالمئات، وانتهازيين أرادوها سلماً في معركة انتخابات ما بعد الثورة المصرية، أو سوق الثورة إلى مخدع السياسة من خلال مخدع فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة.
أما عليا المهدي فتدافع عن نفسها بلغة فريدة تختصر كل الصراعات التي تدور في الشارع المصري، الساسة الذين يلوون الجرائم لتصير مواقف، المثقفون الذين يفرشون الأرض الصالحة لإعادة إنتاج الفساد ولكن بنكهة غير نكهة مبارك. وفي الظل يقبع المتسللون الذين يحلمون بجسد صغير، ومراهق يمارس لهاثه في وحدته، وهرم لا يخشى إلا من إلقاء القبض عليه في تلصصه المشروع، وأما دهاقنة الإعلام فيأخذون (علياء) إلى عناوين صالحة للقراءة والغرابة ورصيد (اللنكات).
قصة عليا وهي كما تدعي تمارس حريتها العارية تعري حريات الآخرين المزيفة..الجاهزون دائماً بمفردات على مقاس المواقف، اللابسون لغة العفة وفضيحة الآخر، مستثمرو الهفوات، والراغبون بأصوات من أي قبيل ربما تكون قادرة على انتشالهم من عزلة زمنهم المفضوح.
ليس في مصر وحدها تؤخذ المرأة إلى المذبح من أجل حرب ليست طرفاً فيها إلا لكونها فضيحة لذيذة، ومائدة انتصارات عليها، وهنا نحن نضع المرأة في مقدمة عرباتنا المتجهة إلى انتصارات وهمية في مواقع الانترنت التي تراها قضية صالحة للتداول، وفي مؤسسات على هيئة الاتحاد العام النسائي تتشابه فيها مع الرجل الذي قادها إلى فخ التأطير.
الفتاة المصرية اختصرت بكلماتها ممارساتنا الذكورية، ووضعت كل من يتاجر بجسدها الصغير أمام حقائق قاتمة، وجرائم ارتكبها مثقفون قبل العامة، وتركت للجميع أسئلة عن عرينا الموزع بالتقسيط حتى هوة الفراغ الثقافي والإنساني الذي نعيش.
عليا المهدي تطلب من الجميع أن يحاكموا الماضي والفن والفكر والتاريخ، والحضارة التي يتباهى بها البشر فقط في متاحفهم، وينظرون إليها بإعجاب أمم غبية.. وأما في الواقع فلا يجرؤون على النظر إلى أجسادهم العارية.