فنانو مصر الثورة... هل تعلموا الدرس؟
يبدو أن الفنانين المصريين قد تعلموا الدرس من الحلقة الأولى للثورة المصرية عندما تهاوى نجوم كبار في مصر بسبب موقفهم السلبي من الثورة، ومناصرتهم للرئيس المخلوع حسني مبارك، ولذلك تقدم في هذه الفترة العديد من الفنانين المصريين باستقالاتهم من مناصبهم التنفيذية في المؤسسات التابعة للحكومة المصرية اعتراضاً منهم على استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير والميادين المصرية الأخرى، ودعماً لمطالب الثوار المصريين الذين يرفضون حكم العسكر ويدعون إلى دولة مدنية ديمقراطية.
ومن جهتها، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً لإدانة استخدام العنف وإراقة الدماء تجاه الثوار السلميين، كما نظمت مسيرة من أمام نادي النقابة في الواحدة من ظهر الثلاثاء (22-11) إلى ميدان التحرير للمشاركة في مليونية «الإنقاذ الوطني».
ولكن الأخطر هو أن عسكر مصر بما يحملونه من قسوة وجمود، وعلى ما يبدو لم يستفيدوا من درس خلع مبارك عن سدة الحكم، واعتقدوا لوهلة أن بإمكانهم حكم البلاد بقبضتهم الحديدية، والالتفاف على الإرادة الثورية للشعب المصري الذي انتفض مرة أخرى، إن تجربة ميدان التحرير في «مليونية الإنقاذ الوطني» أثبتت - رغم غياب «الإخوان المسلمين»- أن الشعب المصري ماضٍ قدماً حتى استعادة ثورته وتخليصها من أيدي العسكر والتيارات الإسلامية الراديكالية التي استطاعت أن تصل إلى مجموعة من التفاهمات مع المجلس العسكري بعد الاستفتاء الأول الذي قسم الثورة المصرية بين علمانيين وإسلاميين واستمرار هذه التيارات بالضغط على المجلس عبر جمع مليونية لتحقيق مطالبها لا مطالب الثوار.
مطالب الثورة التي أعلنت نقابة المهن التمثيلية تبنيها لها وهى تشكيل مجلس رئاسي مدني، وحكومة إنقاذ وطني، ووضع خطة زمنية لتسليم المجلس العسكري السلطة، ومحاسبة المسؤول عن قتل الشهداء وإعطاء الأوامر باستخدام العنف، كما أدانت النقابة طريقة إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية بطريقة مرتبكة ومترددة أدت لتفاقم العنف وانتشار البلطجة، حسب نص بيان أصدرته.
وفي الوقت نفسه، أصدرت نقابة المهن السينمائية في مصر بيانا مماثلا، أعلنت فيه تأييدها الكامل لثوار التحرير ومطالبهم المشروعة معربة عن غضبها الشديد من استخدام الحكومة العنف غير المبرر تجاه المتظاهرين، بينما تتقاعس عن القبض على البلطجية وتستخدم الرقة واللين مع رموز النظام السابق، وترى النقابة أن ما يقوم به المتظاهرون بالتحرير وفي محافظات مصر هو محاولة أخيرة لإنقاذ ثورة 25 يناير /كانون الثاني ممن أرادوا تحويل مسارها والالتفاف حول أهدافها، معلنة عن انضمامها للمعتصمين بميدان التحرير، والمطالبة بسرعة تسليم المجلس العسكري السلطة لحكومة إنقاذ وطني يختارها جموع المعتصمين وتتألف من كل أطياف الحياة السياسية في مصر، وقبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف، إضافة إلى إجراء تحقيق سريع تقوم به جهة محايدة للنظر في قتل المتظاهرين.
وفي السياق نفسه يبدو أن المجلس العسكري المصري قد رضخ لمطالب الثوار حيث أعلن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول المجلس استقالة الحكومة المصرية التي يرأسها عصام شرف وقال: «إنه ملتزم بإجراء الانتخابات البرلمانية في توقيتاتها المحددة من قبل» في محاولة من المجلس العسكري لإنهاء حالة الغليان الشعبي لكن ردة فعل المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير جاءت رفضاً لخطابه جملة وتفصيلا.