زراعة الحقد والكراهية
حسني هلال حسني هلال

زراعة الحقد والكراهية

{دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض}

• حديث نبوي

أن تقيل طفلاً من عثرة تتربّص به.

ففي ذلك ما يوّلد لديك غبطة، تلوّن عليك، أطراف يومك وأفكارك...

أن تُعفي عجوزاً، من جعالة انتظاره، على قصب واهنتيه. طوال طابور أعوج وخبّاز شاطر (يبيع نصف ضميره، مع ا لنصف المتبقي من خبزه). ففي ذلك، ما يسعدك، دورة قمرٍ كاملة، من العرجون إلى البدر..

أمّا أن تسعى، وتمكّن، مستحقّاً؛ في عملٍ شريفٍ، يقيه هَوَجَ الحاجة ومذلة السؤال، ويكفيه شرّ المتصيدين في مياه الفقر. ففي ذلك، من الثقة والطموح. ما يكفيك مؤونة حولٍ، من مياسرة القدر والبشر.

أن تصدر عن المحبة، أساساًً لك، في التعامل والتعالق والتعاون، مع الآخرين «أقارب وأباعد، بما فيهم الأهل والمعارف والمحبون والأصدقاء». فلعل ذلك، هو الأصل والصّح، مبدأً وتوجّهاً ورجاء..

أن تستثني مِمّنْ سبقوا، لسبب أو لغيره، أناسا معينين. معلناً أو مضمراً، عدم محبتك لهم. فلن يخرجك ذلك، من قائمة، سواد الناس، ولن يدخلك قاموس شواذ المجتمع..

أمّا أن تُفتي جهاراً نهاراً، قولاً وفعلاً. بتصفية الآخرين (صغاراً، كباراً، شيوخاً وأطفالاً)، لأنهم يخالفونك الرأي والرؤية. فعندها أنت، لاتقتل النفس التي حرّم الله، وتحضُّ على القتل، فحسب. وإنما تقدّم شخصك، معتمداً مفوّضاً، لاستنبات واستنساخ وتبادل، الحقد والكراهية، بين أبناء الشعب الواحد.. وفيما بين الدول والشعوب!