أنت البطل

أنت البطل

اذهب إلى الحرب فنحن وراءك نحمي ظهرك.. هي بضع خطواتٍ فقط تلك التي تفصل بيننا، امش، تقدم، نحن نراك من بعيد، نرسم خريطةً لحركتك، نحللها، نضع أعلاماً صغيرة على المناطق المحررة.

كم تبدو البلاد صغيرة على الخريطة، وكم يبدو التقدم سهلاً، النهر قصيرٌ والأرض منبسطة.

لا تشكُ ولا تخف فالبطل لا يخاف. استجمع قواك وواصل المسير، فالمعركة لما تنته بعد.

- لكن متى ستنتهي؟ وهل لها من نهاية؟

تابع مسيرك فقط، بضع خطوات فقط، بضع طلقات فقط.

لا تبك الرجل الذي قتلته فهو عدوٌ الآن.

- لكنني ميزت لحظة الموت عيوناً أعرفها؟

هو العدو الآن ، هي محض مصادفةٍ أنكما ولدتما في البلاد ذاتها، وتنشقتما الهواء ذاته ..محض مصادفةٍ لا غير.

تابع مسيرك إلى الأمام : ضمد جرحك وادفن صديقك على عجلٍ

- لماذا أحس أني كلما تقدمت اكثر ابتعدت عن عدوي اكثر؟ لماذا كلما زاد عدد الموتى زاد عدد الأعداء؟

واهمٌ أنت .. متعبٌ أنت. اغسل وجهك من خيوط الدمع واكمل مسيرك فالبطل لا يبكي

- تعبت الآن ..وأريد الذهاب إلى المنزل، أريد أن أشم الحياة في شعر ابني، أريد الاختباء في زوجتي..

أنسيت؟ لم يعد هناك منزلٌ .. تقدم فالنصر قريب..

- كيف يقاس اقتراب النصر؟ بالساعات؟ بالكيلو مترات؟

بضع خطواتٍ فقط، بضع طلقاتٍ فقط.

ابتسم للكاميرا الآن.. فهي تصورك ، سوف نجعل منك ذكرى. لا تخف إن متَ لأننا نصور الحقيقة كاملةً: ستنتقل اللقطة متدرجة من القدم وحتى الرأس، سنصور العيون المغمضة وخط الدم المرسوم. سنحفظ تعابير وجهك في تمثالٍ أو ملصقٍ جداري نزين به ساحة النصر .