صيدلية كـــتب: فن الكتابة.. تعاليم الشعراء الصينيين

في «فن الكتابة» تجد الشعر مكتوباً بالشّعر، فالقصائد التي التي ضمها الكتاب، وهي قصائد قبل ...أي شيء آخر، تحمل خلاصات التجربة الشعرية في بلاد الصين، من شعراء عاشوا الشعر حقيقةً.

الثقافة العالمية التي كانت يوماً ما شعراً، وإن قدّمت الكثير من الاجتهادات النظرية والنقدية في هذا الفن، لكنها لم تعطه الفرصة الكافية، إلا في ما ندر، للحديث عن نفسه، حتى تتمكن القصيدة، بنت ذلك الوله، من إيلاء شغفها لسيد الكلام؛ الشعر.

ينتمي شعراء هذا الكتاب إلى «التاوية»؛ أي «الطريق»؛ «المبدأ الذي يعمل عليه كل ما هو موجود».. وهي العقيدة الأكثر تأثيراً في الصين تعالج علاقة الإنسان بالحياة والوجود بأجمعه، وكيفية خلق التناغم الكلي في داخل الإنسان وفي خارجه.. وهذا ما يجعلهم يقدمون تاوية شعرية.. «عندما تصبح روحك ثريةً يخف الذهب في نظرك».. «أرى الحاضر والماضي، أمدّ يدي وألمس جميع البحار».

التاوية توحد بالكون، بالحب، بالخير... فهل يختلف عنها الشعر؟

إضافة إلى ذلك يقدم لنا «فن الكتابة» صورة رائعة، لأنها مبكرة، عن التكثيف والإيجاز في كتابة شعرية تذهب إلى مقاصدها بلا رتوش..

«الشاعر يبتكر حياة جديدة في الفراغ

ينقر على الصمت لكي يصنع صوتاً

يثبت المكان والزمان على صفحة من حرير

ويسكب نهراً من قلب صغير»..