كلمات إبراهيم أصلان الأخيرة
«أياً كانت نتائج ما يحدث حالياً، فأنا ممتلئ بالفرح لأنني لم أرحل قبل أن أشهد أبناء مصر وهم يقدمون للعالم بطاقة تعريف جديدة لهذا الوطن».. «إبراهيم أصلان خلال الأيام الأولى من ثورة يناير».
بهذه الوداعة والطاقة الروحية العظيمة التي كان يبثها في نفوس قرائه وأبنائه ومحبيه في مصر والعالم العربي، لخص المبدع النقي إبراهيم أصلان وقائع الربيع العربي الذي فج على ربوع العالم في مطالع 2011، وبالأخص في مصر، ووجه عصارة روحه وإبداعه طوال عمر من الإنسانية الرحبة الرهيفة والإبداع الصافي المقطر إلى دنيا البشر، من خلال كلماته التي رثى بها نفسه راضيا وادعا حالما بمستقبل أفضل لوطنه وأبناء وطنه، بعد أن عايش الثورة وشاهدها واطمأن على أن الأمل ما زال باقيا.
رحل إبراهيم أصلان بعد عام كامل من إطلاقه كلماته النورانية، وبعد 77 عاما من حياة عامرة هي في ذاتها مرثية لآمال وأحلام عاش عمره، ومعه أبناء جيله من كتاب الستينيات، يكابدون حسرات ومرارات إخفاقاتها إلى أن لاح النور، نور الفجر ينبلج مع ثورات الربيع العربي.
رحل إبراهيم أصلان «1935-2012» أحد أهم الأصوات الروائية والقصصية في مصر والعالم العربي، وصاحب الموهبة الاستثنائية الفذة تاركا إرثا منيرا وضاء من أعمال تعد على أصابع اليدين: 3 روايات و4 مجموعات قصصية وكتابين في السيرة القصصية، لكنها شأنها شأن خوالد الأدب العظيمة، تعجز من حاول تقليدها أو احتذاءها فهي عصارة روح ومكابدة إبداع ونحت في صخر، ومخلفا حزنا عظيما وألما غائرا في نفوس وقلوب محبيه وعارفي قدره في العالم العربي كله.