بالزاوية : هذا المطر من ذاك الغيم.. تسلسل منطقي!
هل يبقى الوعي أسيراً للّحظة المأزومة؟ وكيف يمكن أن نخرج من الأزمة المدمرة بدون مخطط واضح ينطلق من اللحظة الراهنة إلى الأمام؟ ولماذا نرى «البعض» اليوم، يرغون ويزبدون أو «بينطوا وما بيحطوا» كلما جرى الحديث عن اقتراب الحل السياسي وعن «المؤتمر الدولي» المرتقب؟
تناولت بعض وسائل الإعلام مؤخراً فكرة مؤتمر «جنيف» بكثير من الهجوم والتشكيك بدوره، أو حتى بعقده أصلاً، ووصل البعض إلى تبني وجهات نظر مغالية ومباشرة في الهجوم على المؤتمر الدولي لهذا الطرف «المتشدد» أو ذاك! ولعل ما يلفت النظر هو ابتعاد هذه الأطراف «ومعها وسائلها الإعلامية» عن نقاش مبادئ وطروحات المؤتمر العتيد، فما هو سر هذا التناغم بالمواقف الرافضة؟ وأين هي «القطبة المخفية» فيما يفترض أن يكون واضحاً؟
المنطق في مواجهة أية مشكلة مركبة، هو وضع مخطط تفصيلي ومركب أيضاً لحلها، ولكن طريقة الحل أو خريطته كما يقال ترتبط ارتباطاً مباشراً بأهداف وغايات هذا الحل، خاصة عندما تكون هناك أكثر من طريقة لحل المسألة - المشكلة!
والواضح اليوم أن خيارات وطرق الحل في الأزمة السورية قد ضاقت كثيراً، بفعل تغير موازين القوى عالمياً، وبفعل الاستعصاء الداخلي. وهو ما نشهده منذ فترة في تهافت مقولتي «الحسم العسكري» أو «الإسقاط» على حد سواء، ولذلك فمخطط حل المسألة السورية مع الحفاظ على وحدة أرضها وشعبها، بات اليوم أقرب وأوفر حظاً، وهو يقتضي بالضرورة منع التدخل الخارجي بكل أشكاله، ما يمهد إلى إيقاف العنف والصراع الدامي، والانتقال بالوقت ذاته إلى الحل السياسي!
ومهما بدا هذا التسلسل كمطلب مكرراً، لكنه في كل الأحوال جوهر «جنيف» وهو يحل «اللغز» في اتفاق المتشددين على رفضه، ومحاولة تضليل الجماهير وجرها أيضا إلى الرفض ذاته ، يقول المثل البدوي القديم: «هذا المطر من ذاك الغيم!» والجماعة على ما يبدو خائفين من غيوم الحل الممطرة!!.