المهرجان الإعلامي العالمي للراديو والتلفزيون «كوبا 2013» إعلام الشعوب.. خطوة للأمام
بعد عقود من هيمنة الإعلام الأمريكي على مستوى العالم وفرض نمطيته وهيمنته في تقنية صناعة الخبر وحرفية تسويقه، وبالتالي مقدرته على دخول الوعي الاجتماعي الجمعي للكثير من شعوب دول العالم، مما ساهم ليس فقط في نقل الحدث بل صناعته ومن ثم نقله وفق رؤية مقررة مسبقاً
وبالتالي استطاع أن يشوه الحقائق والتاريخ إلى حد ما ، فجاء صعود دول البريكس وما رافقه في تغيير موازين القوى على مستوى العالم ، ومنها حسن استخدام مفرزات الثورة العلمية التكنولوجية في مجال الإعلام، وبعد توفر الرؤية والإرادة والوعي بان الإعلام ليس نقل كلمة، بل سلطة عالمية يجب أن يحسن استخدامها بتقنية وحرفية ، وبالتالي يتبوأ الإعلام مكانة هامة تجاوزت أحياناً دوره كسلطة رابعة .
إن الأفكار التي طرحت في المهرجان ليست وليدة الساعة، بل تمثل الموروث الأخلاقي والإنساني للشعوب المضطهدة والمناضلة، واتخذ كشعار عمل «الإعلام في خدمة الصالح العام»، وجاء في مواجهة الإعلام التجاري الذي يسوق للفوضى والحروب، وحضر المؤتمر وفود من القارات الخمس وركزت مداخلاتهم على التعايش والتفاعل ونصرة الشعوب في قضاياها المحقة، وحقها في الدفاع عن حقوقها وصون هويتها الوطنية، وتم عرض أفلام وثائقية ومحاضرات عن التطهير العرقي الإسرائيلي ومسيرة تطور الصراع العربي الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في عودته وأرضه، ولم يقتصر المهرجان على الجانب النظري والعرض، بل شهد اتفاقيات وعقوداً إعلامية، ونقل خبرات بين وفود الدول المشاركة، ونص البيان الختامي عن كشف التلاعب من وسائل الإعلام الكبرى في محاولة طمس الهوية الوطنية للشعوب المنتجة تاريخياً وتبديلها بالهوية المذهبية والأثينية... غير المثمرة تاريخياً، ورفض العدوان على الشعب السوري، ورفض الهيمنة الإعلامية المفروضة على الشعوب، وتم تبني مبادرة قناة الميادين بالدعوة لتأسيس شبكة عالمية للقنوات المدافعة عن الإنسانية .
المهرجان الإعلامي الذي أقيم في قصر المؤتمرات بهافانا، يمكن اعتباره خطوة ومنعطفاً تاريخياً ليس فقط في كسر هيمنة الإعلام الغربي، بل تأسيس إعلام عالمي من خلاله توضع اللبنة الأساسية في كيفية الصراع معرفياً لمصلحة قطب الشعوب في وجه قطب الرأسمالية العالمية .