فرسان الزمن الرديء
في الوقت الرديء تتلاشى كل القيم وتجد الأخلاق طريقاً للرحيل... ويصبح الاحتيال سيد الموقف... فأنت وأخاك وأباك مجبر، ولست بطلاً على أن تكون فارس الزمن السيء.. أن تكون المتغير المتبدل مع كل ما يتغير ويتبدل من حولك....
بيطلبو منك (التأقلم) وفي أحسن الأحوال (شد الحزام)، مع أنو حتى حزام مو صفيان لنشدو... ويأتي أحدهم من قلب الدنيا ليقول لك «نظراً للظروف التي يمر بها وطننا الحبيب، يا حبيب....سنقوم برفع أجرة المكالمات والاتصالات...» مع أنو وعلى قولة «شام fm» يا هيك الغلا يا أما بلا.... على أساس مضروبين على قلبنا وشبعانين حكي كنا....مكالمتين تلاتة، وبيطيروا كل الوحدات بقدرة قادر، كيف وليش ما بتعرف... يعني وقفت على هالقصة اللي مرق علينا كان أفظع ...
فحتى هذا الوقت لم ننس البرتقال الذي سحق في أراضي الساحل، ولم يجد من يشتريه، والخشب الذي تعفن، ولم يجد من يضرب فيه مسماراً واحداً والألبسة التي تكدست في المستودعات والمخازن ولم تجد طريقها للأسواق.
ليش..؟ لأنو تعيش الكولا والعصير المستورد، ويسقط برتقالنا على الأرض... تعيش الألبسة التركية، وتسقط أواعينا وتيابنا... تعيش غرف النوم والموبيليا الأجنبية، وتسقط خزانتنا وتختنا وبيتنا كمان فوق راسنا..!! يعني بالمختصر المفيد هالخد اتعود عاللطم.... ولسه بيحكو عن رفع أجور المكالمات...!!.
يا سيد الزمن الرديء لم يبق شيء إلا ورفعته، لم نعد نبالي وأصبح عندنا مناعة ضد كل أشكال القهر والاستغلال والنصب والرفع والجر، وليس لدينا ما نخسره... لذلك الله لا يكتر خيرك... استمر فنحن هنا ثابتون ...وراتبنا معنا ومو خايفين من حدا.... سنشتري كل ما نشتهي ونعيش ونستمر وسنبقى وأنتم في النهاية ستسحقون لأننا لا نعرف الهزيمة... واثقون... متفائلون.... ثابتون...... والله محيي الثابت.