قراءة في كتاب «سنوحي المصري»
تعتبر رواية «سنوحي المصري» التي يطغى فيها الخيال التاريخي من أشهر روايات الكاتب الفلندي «ميكا والتاري»، وتتحدث هذه الرواية التي كتبت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عن حياة طبيب مصري اسمه «سنوحي»، عاش في عهد الفرعون «أخناتون» حوالي عام 1300 قبل الميلاد.
واعتمد المؤلف في هذا العمل الأدبي على أسلوب السيرة الذاتية, إذ يتحدث بطلها بصيغة «أنا» الراوي مما يوحي بأنه هو كاتب الرواية التي نتابع فيها حياته كاملة من الطفولة مروراً بفترة دراسته للطب، ثم سفره خارج مصر. وقد جال هذا الطبيب مصر وسورية القديمة وما يعرف اليوم بتركيا وقبرص.
تلمس الرواية, بطريقة تميل إلى الخشونة نوعاً ما, الطبيعة الإنسانية وتتحدث عن علاقة الإنسان بالدين وعن كذب الكهنة وجشع الحكام ومن ناحية أخرى، تلامس بأسلوبها المتميز أرواحنا من خلال سردها لقصص الحب التي عاشها «سنوحي»، ومنها شهوته الجسدية تجاه نفرتيتي و حبه العذري لأميرة قبرص وغيرها.
وتذكرنا قراءتها بأن الطبيعة الإنسانية لا تتغير على مر العصور. وسواء كان هذا جيداً أو سيئاً، إلا أنها تغرينا بقراءتها.
«إذا كان لديك عدو ما تريد قهره, لا تنس في أي لحظة كانت، أنك تريد قهره, و ضع ذلك دائماً أمام عينيك. لذلك أكذب عنه في كل مناسبة, واقلب جميع أفعاله شراً, وسم كل تسامح له كذباً وأفعاله النبيلة نفاقاً وصداقته تظاهراً. إذا كان قوياً وعرض عليك الصلح فأقبل به لكي تتقرب منه, ثم حرض كل من أمكنك ضده وتآمر مع أعدائه. اقهره واسرقه في بيته ودع الآخرين يذهبون بأيد فارغة. إذا كان الذين تريد قهرهم كثراً ففرقهم وانشر كل ما تستطيعه من الأكاذيب بينهم وافعل كل ما هو مطلوب ليحاربوا بعضهم بعضاً، ثم اقهرهم واحداً بعد الآخر. وأثناء ذلك تصادق مع غيرهم حتى يعتبروك شخصاً جيداً, ثم اقهرهم جميعاً.
لقد تعلمت فن الحكم هذا من المصريين الذين استطاعوا عن طريقه استعباد سورية».
من نصائح الملك أزيرو إلى سنوحي
صدرت الرواية باللغة العربية عام 2009. وترجمت إلى لغات عدة وجرى تصويرها كفيلم سينمائي.