الدراما السورية والحل السياسي
عرضت، منذ فترة قريبة، ندوة حوارية على إحدى الفضائيات العربية مع مجموعة من المشتغلين في الدراما التليفزيونية السورية، وكان الحديث يتناول واقع هذا الفن وأزمته الحالية التي هي بحسب آراء الفنانين المشاركين في الندوة أزمة مشتقة من الأزمة السورية بكل أبعادها الاجتماعية
والسياسية وجوانبها الاقتصادية والأمنية، وقد أجمع المتحاورون أن مآلات هذا الصراع المدمر لم تتضح بعد فإنه من غير الممكن تجاوز هذا المشهد المأزوم للدراما السورية!! ووصل الأمر برأي أحد الفنانين: الدراما السورية تريد حلاً سياسياً!!.
وبانتظار ذلك..! فقد كان اتفاق المتحاورين أن المشكلة بعيدة عن الحل، وستبقى مواضيع الدراما بعيدة عن الواقع السوري الحالي، وبينما يحتدم الانقسام في الوعي الاجتماعي ستهرب الأعمال الفنية من نقاش أسباب الأزمة (المختلف عليها) أو الخوض في مجرياتها واحتمالات تطورها، وستلجأ الى المواضيع التاريخية، أو ألوان الكوميديا الخفيفة. عدا أن الجانب الإنتاجي مأزوم أصلاً لأسباب اقتصادية وأمنية معروفة بالإضافة إلى عزوف الكثير من المستثمرين عن الإنتاج....!! وعلى هذا المنوال تابع هؤلاء الفنانون تشريح واقع الدراما السورية وأسباب نكبتها، رافعين في نهاية الندوة الراية البيضاء كتعبير عن عجز المثقفين في هذه المرحلة!
السؤال الذي بقي برسم الجمهور هذه المرة: هل صحيح أن الأزمة الدرامية مستعصية على الحل؟ وإذا كان صحيحاً تماماً توصيف الفنانين لأسباب تراجع الدراما السورية وارتباط ذلك بالأزمة العامة، إلا أن الاستكانة لهذا الواقع والتسليم به هي مؤشر عن انتهاء دور المرحلة الفنية السابقة، وبدء التحضير لمرحلة جديدة، تطرح فيها مبادرات وأفكار جريئة تنسجم مع التطور الاجتماعي والسياسي في بلادنا، وتقدم البدائل والحلول متجاوزة عجز المثقفين التقليديين الذين يريدون أن تحل مشاكل مجتمعهم أولاً حتى يتفرغوا لمشكلاتهم!