يوربيدس الشيوعي...
أبناء الأيام أبناء الأيام

يوربيدس الشيوعي...

في العام 1938، قررت الولايات المتحدة معاقبة الفنانين الذين أبدوا «تعاطفاً مذنباً» مع الشيوعية التي شرعت بغرس بذور التساؤلات الإنسانية عن حقوقٍ ضائعة وحروبٍ لا نهائية، وتعرّض أمثال بريخت وشابلن وويلز وهاربورغ للاستجوابات.

كانت هيلي فلانغس تدير مسارحَ عامة في الولايات المتحدة. استقدمتها لجنة التحقيق في النشاطات المعادية لأمريكا (HUAC)، وتولى جو ستارنس – النائب عن ولاية ألاباما- مسؤولية استجوابها.

وحول مقالٍ كتبتهُ هيلي، سألها ستارنس:

*أنت تستشهدين باقتباسٍ من المدعو مارلو. هل هو شيوعي؟
-المعذرة، ولكنه مجرد استشهاد من كلام لكريستوفر مارلو!
*أخبريني من يكون، كي تتشكل لديَّ مرجعية دقيقة.
-لقد كان أعظم مسرحي إنكليزي في المرحلة التي سبقت شكسبير حتى!
*أجل، بالطبع، فحتى في المسرح الإغريقي يمكننا أن نجد أناساً من هؤلاء الذين يسميهم البعض شيوعيين.
-صحيح جداً!
*أظن أن السيد يوربيدس (روائي مسرحي يوناني ولد في سالاميس سنة 480 قبل الميلاد) نفسه كان مذنباً في نشر الوعي الطبقي، أليس كذلك؟
-يبدو لي أن جميع المسرحيين الإغريق كانوا مذنبين!
*(تنهَّد النائب ستارنس): أوف، وبهذا لا يمكننا أن نحدد متى بدأ هذا الأمر برمته!