"يوم دوستويفسكي" في سانت بطرسبورغ
احتفلت مدينة سانت بطرسبورغ، 1\7\2017، بأحد أهم كتابها، فيودور دوستويفسكي، وخصصت له يوماً تضمن عروضاً وندوات عامة وزيارات للغوص في عوالم أعماله.
ئومنذ العام 2010، تحتفي سان بطرسبورغ، بيوم دوستويفسكي، في الأول من تموز من كل عام. وكان اختيار مدينة سانت بطرسبورغ لهذه المناسبة، ليس فقط كونها المدينة التي أمضى الكاتب فيها نصف حياته، وجعلها مقراً لغالبية شخصيات رواياته. بل لأان أهم المحطات في حياة دوستويفسكي، لا يمكن فصلها عن هذه المدينة.
جاء دوستويفسكي إلى المدينة في العام 1837 من موسكو، وعمره ستة عشر عاماً، مع والده وأخيه، وبدأ دراسة الهندسة العسكرية، لكن شغفه الأدبي غير حياته كلها.
يستطيع الزائر أن يرى أبطال روايات دوستويفسكي في ساحة بيانيرسكايا، حيث تنظم غالبية العروض خلال يوم الاحتفال بهذا الكاتب. وقد عاش دستويفسكي في هذه الساحة تحديداً التي تقع وسط المدينة، حدثاً مأساوياً في العام 1849، فقد حكم عليه بالموت لأنه كان ضمن مجموعة مناهضة للقيصر، وكان على وشك أن يعدم رمياً بالرصاص، قبل أن يخفض القيصر نيقولاي الأول عقوبته في اللحظة الأخيرة.ويمكن للزوار أيضاً أن يجدوا فيها، من الآن فصاعداً، روديون رسكولنيكوف بطل راوية "الجريمة والعقاب" حاملا فأساً في يده.
يتضمن برنامج الاحتفال بيوم دوستويفسكي ندوات عامة كرست لأعمال الكاتب، فضلاً عن زيارات منظمة إلى أماكن وصفها الكاتب في راوياته.
دوستويفسكي، من أهم الروائيين الروس، وتعد أعماله، مثل "الشياطين" و"الأخوة كارامازوف" و"الجريمة والعقاب" و"الأبله"، من كلاسيكيات الأدب الروسي، وكان لها أثر كبير على عشرات الكتاب والمفكرين في العالم. وتبدو سان بطرسبورغ بوضوح في قصصه، ففي قصة "قلب ضعيف"، تظهر المدينة كـ"خيال غشاش" أو كـ"حلم يصعد من أنفاس الأرض إلى سماء زرقاء غامقة، لكي يذوب ويختفي فيها".
وفي رواية "المراهق": تظهر المدينة كصور محمومة مرسومة في الضباب: "لكن كيف، إذا انقسم هذا الضباب وارتفع إلى الأعلى، ألا تختفي معه إذن في الوقت نفسه هذه المدينة الكسول، المدينة الرطبة. سترتفع وتنحل مثل ضباب، ولن يبقى غير المستنقع الفنلندي القديم"، حسب وصفه لها.