تذكروا.. الشيخ إمام
مرّ الكلام زيّ الحسام، يقطع مكان ما يمر... أما المديح سهل ومريح، يخدع لكن بيضر... والكلمة دين من غير إيدين، بس الوفا عالحر(....... اليوم، تزامنت ذكرى تلك الأغنية القصيرة جداً للشيخ إمام مصادفة لمشهد النهاية لجلسة جدل سياسي بيزنطي، عبثي وغير مجد، بين مجموعتين متشددتين شديدتي التحجر (موالاة/ معارضة)،
( فرغم أن المكان الذي ضم هذا الجمع المتنافر، كان مجلس عزاء حزين لشهيد من شهداء الجيش العربي السوري، إلا أن هذا لم يمنع المجموعتين من المناطحة والكباش، الذي لاشبيه له إلا نطاح التيوس، وقد بلغ الاسفاف في تراشق الاتهامات حداً اقتضى من كبير المجلس (أبو الشهيد) أن يطرد أفراد الطرفين شر طردة، بعد أن بهدلهم بهدلة مطنطنة يستحقونها بالتأكيد، وقال لهم حرفياً في النهاية: «أنتو ومعلمينكن قتلتو ابني مرتين.. أول مرة لحظة موته في هذا الصراع العقيم، والثانية باقتتالكم الغرائزي في مجلس عزائه، دم الشهداء برقبتكم أنتو التنين ليوم الدين. صار لازم تنحرقو قبل ما تحرقو اللي بقي من البلد، نحنا صبرنا كتير عليكم، ويمكن تأخرنا كتير بفضحكم يا عديمي الأخلاق والشرف». يا تُرى اليوم كم تحمل صرخة هذا الأب المفجوع من الحقيقة المرة؟ وكم صرنا اليوم بحاجة ماسة لتسمية الأمور بمسمياتها وعلى المستويات كافة. مجتمعنا اليوم أمام استحقاق مكاشفة حقيقية مع نفسه أولاً حتى يقول لماذا تأخر كل هذا الوقت في الرد على من يعمل لدماره يومياً؟ وثانياً لحظة مكاشفة ومحاسبة قاسية لكل المتشددين من قوى الفساد إلى التيارات السياسية الانتهازية في (النظام والمعارضة) والمحاسبة لأن الدم السوري البريء برقبتهم فعلاً، ولأن استمرار هذه القوى بالتحريض والتعبئة الغرائزية، وبقاء هذه الحالة من العهر دون رد رادع من المجتمع والقوى الوطنية الشريفة يعني أن هذا المجتمع متأخر، وخطر تفككه وشيك بالفعل، كما قال الأب المفجوع. ولهذا أن نقول الكلام المر القاطع بحق أنفسنا وبحق المجرمين الحقيقيين فذلك هو أول الدواء .