العراق يحتج على «إسرائيل» ويطالبها باسترجاع مخطوطاته
منذ أن عثرت القوات الأمريكية على مجموعة كبيرة من المخطوطات العبرية في العراق بقبو لمديرية الاستخبارات إبّان احتلال العراق عام 2003. واخرجتها الى واشنطن وهي تماطل في عودتها الى العراق بحجة الصيانة، الامر الذي اثار احتجاجات ومطالبات عراقية بعودة الارشيف اليهودي العراقي باعتباره من موروث بلاد ما بين النهرين.
واثار وصول مخطوطة التوراة العراقية الى «اسرائيل» واقامة احتفال لوزارة «الخارجية الاسرائيلية» بهذه المناسبة حفيظة العراق الذي احتج على الاستحواذ غير القانوني من قبل «اسرائيل» على مخطوطة عبرية عراقية وطالب الولايات المتحدة التي اخرجت هذه المخطوطات قبل اعوام بحجة ترميمها بتقديم اجابات واضحة حول هذا الموضوع.
واكد العراق احتجاجه على هذا الاستحواذ غير القانوني على جزء من الموروث العراقي بدلالة حمله اختاما رسمية عراقية وطالب مركز (نارا) الامريكي الذي يقوم بصيانة وترميم الارشيف العبري العراقي بتقديم اجابات واضحة حول هذه المخطوطة.
واوضح بيان لوزارة السياحة والاثار العراقية انها سبق وان طالبت المركز اكثر من مرة باستعادة جميع الارشيف العبري العراقي وانهاء هذا الملف داعية المنظمات العالمية ولاسيما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والشرطة الدولية (انتربول) الى مساعدة العراق على استعادة اثاره وتراثه المنهوب".
وكانت وزارة «الخارجية الاسرائيلية» كشفت قبل أيام عن وصول مخطوطة التوراة العبرية وعرضت صورا للاحتفال الرسمي بها بحضور مسؤولين كبار.
وقال مصدر في الوزارة ان وزارة «الخارجية الاسرائيلية» حصلت على مخطوطة نادرة للتوراة عمرها 200 عام، كانت من ضمن مقتنيات الأرشيف اليهودي في العراق، حيث قطعت تلك التوراة رحلة (غامضة) من بغداد، بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، لتحل أخيرا في أروقة «الخارجية الإسرائيلية».
وطبقا للمصدر ذاته فان المخطوطة، استقبلت، بمراسيم دينية تخللتها (الأهازيج والتراتيل وتوزيع الحلوى). في القدس المحتلة وعدّ وزير الخارجية «الإسرائيلي»، أفيغدور ليبرمان، أن رحلة المخطوطة، التي عثر عليها في مخزن المخابرات العراقية، إلى المعبد اليهودي في الوزارة (تمثل مصير اليهود)، في حين أقر مختصون «إسرائيليون» بأن تلك المخطوطة من بقايا الجالية اليهودية التي عاشت في العراق منذ القدم.
يشار الى ان مدير المخطوطات العراقي، أسامة ناصر النقشبندي، كشف عن تمكن جهاز المخابرات «الإسرائيلي» (الموساد) من السيطرة على أكبر مكتبة يهودية أثرية في العراق، كانت محفوظة في دائرة المخابرات العراقيّة السابقة، مبينا أن ضباطا من وكالة المخابرات الأميركية (CIA) هم من سهلوا تهريب تلك الوثائق العراقية.
يذكر أن دراسة أميركية بعنوان (استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991- 2003) ذكرت أن ممثل وزارة الدفاع (البنتاغون) أرسل للإشراف على هيئة الآثار والتراث العراقية، وأنه هو الذي كان وراء نقل المخطوطات إلى أميركا.
وكانت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»، قد بينت أن النائب العمالي اليهودي موردخاي بن بورات، وهو أحد المنحدرين من يهود العراق وباحث في مركز إرث يهود بابل الواقع قرب تل أبيب، كشف عن حصول الكيان الصهيوني على المخطوطات الأثرية الثمينة وتعليق نادر لسفر أيوب نشر سنة 1487 وقسم من كتب الأنبياء المنشورة في البندقية سنة 1617 من مخازن حصينة لأجهزة الأمن العراقية السابقة.
وكانت لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي طالبت، وزارة الخارجية والسفارة العراقية في الولايات المتحدة الأميركية والبرلمان بالاحتجاج على تسريب مخطوطة للتوراة تشكل جزءا من الأرشيف اليهودي العراقي إلى إسرائيل، في حين أكدت أن العراقيين يرفضون التعامل مع أملاكهم وآثارهم بصمت.
وقالت عضوة لجنة الثقافة في مجلس النواب ميسون الدملوجي إن تسريب مخطوطة من الأرشيف اليهودي العراقي إلى «اسرائيل» يشكل قضية خطيرة لا يمكن السكوت عليها مطالبة وزارة الخارجية وسفارة العراق في واشنطن بضرورة تقديم مذكرة احتجاج للسلطات الأميركية بشأن الموضوع.
المصدر: العرب اليوم