العامل الأمريكي خلال خمسين عاماً
النخبة الأمريكية تحاول جاهدة أن تقول إن الاقتصاد الأمريكي يشهد طفرة نمو غير مسبوقة، وتعتمد تحديداً مؤشر التشغيل وانخفاض مستوى البطالة كأساس للقول إن الوضع أفضل! ولكن لدى الاقتصاديين الأمريكيين ما يقولونه عكس ذلك عن الوضع الحالي لعمال أمريكا وعن خمسة عقود مضت...
يشير بعض الأخصائيين الأمريكيين بأن الاقتصاد الأمريكي يعاني اليوم من أعلى نسبة عدم مشاركة في القوى العاملة... أي ترتفع فيه نسبة وأعداد الأمريكيين البالغين وفي عمر العمل والقادرين على العمل الذين أصبحوا يائسين من البحث عن عمل في الظروف الأمريكية الحالية. حيث بالفعل يرتفع عرض فرص العمل، ولكن تنخفض كفاءتها بشكل مطلق. وهذه النسبة لا تعدها الإحصاءات الرسمية لا في صفوف المشتغلين، ولا في صفوف العاطلين، الأمر الذي ينجم عنه عدد منخفض للعاطلين عن العمل بينما العدد الحقيقي أكبر من ذلك.
يقول الاقتصادي ريتشارد وولف إن فرص العمل ذات الدخل المرتفع، والمزايا العديدة، وذات ضمانات الاستدامة أصبحت تقريباً غير موجودة في الاقتصاد الأمريكي اليوم. وفرص العمل المتوفرة جميعها بدخل منخفض، ودون مزايا، وغير مضمونة الاستمرارية أو مؤقتة.
وهو يعتبر أن هذه السمة لقطاع الأعمال الأمريكي وسطياً تمتد تقريباً إلى عقد سبق، حيث أصبح حصول الأمريكي على عمل بدوام كامل مسألة صعبة جداً، فجميع الأعمال المتوفرة أعمال صغيرة ولساعات قليلة وبأجور منخفضة جداً.
الاقتصاديون الأمريكيون يشيرون أيضاً إلى أن الأجر الوسطي الحقيقي في الولايات المتحدة لم يرتفع منذ خمسين عاماً! فالأجر الوسطي للساعة، والذي كان يحصل عليه العامل الأمريكي في 1970 والبالغ: 4 $ للساعة. كان يشتري كميات بضائع، أصبح شراؤها يتطلب في عام 2018 أجراً وسطياً بمقدار 23,6 $ للساعة، بينما الأجر الوسطي الحالي أقل من ذلك ويبلغ 22$ للساعة. أي إن القدرة الشرائية للأجور الوسطية قد انخفضت عملياً أو بقيت في مكانها.
وبالمقابل، فإن الإنتاجية الوسطية للعامل الأمريكي، أي ما يعطيه العامل من ناتج وقيم مقابل جهده العقلي والعضلي قد ارتفعت بنسبة 25-30% خلال الفترة ذاتها.
وخلال خمسين عاماً مضت ما يعطيه العامل الأمريكي لمشغليه ازداد بمقدار الثلث تقريباً، بينما ما يأخذه منهم لم يتغير تقريباً بل انخفض.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 952