هل ستفتح شانغهاي الممر الهندي- الباكستاني؟!
انضمت كل من الهند وباكستان رسمياً إلى منظمة شانغهاي للأمن والتعاون الاقتصادي في آسيا، وبانضمامهما فإن المنظمة أصبحت تشمل 40% من سكان العالم، وتنتج 20% من الناتج العالمي، وتنفق 300 مليار دولار سنوياً على الدفاع...
ولكن هذا الانضمام له دلالاته التي تمتد لتشير إلى نجاح آسيوي نسبي في تجاوز (التنافس الإقليمي) الذي في محوره علاقات الهند والصين، وعنوانه باكستان.
المشروع الصيني المعلن منذ عام 2013 (حزام واحد- طريق واحد) والذي يقوم على الربط الآسيوي الأوروبي بالبنى التحتية، كان مبتوراً في الجنوب الآسيوي، وتحديداً مع الموقف الهندي المعارض للمشاريع الصينية. فعملياً وأدت الهند حتى الآن واحداً من عناصر المشروع الصيني للربط مع الجنوب الآسيوي ومع الهند تحديداً والمسمى BCIM تيمناً بالدول التي يمر بها وهي الصين مينامار بنغلاديش وصولاً للهند، وبقي المشروع فكرة حتى الآن. ولكن الخلاف احتد مع الرفض الهندي المعلن لمشروع الكاريدور الصيني الباكستاني CPCE، والذريعة هي مروره عبر منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وقد وصلت الخلافات إلى تلويح الصين بالمخاطر الأمنية التي تحيط بهذا المشروع، وتحميل الصين بعضاً من المسؤولية للهند، وإعلانها إرسال قوات لحماية المشروع الذي بدأ إنشاؤه.
تعتبر الهند أن وصول البضائع الصينية السريع عبر باكستان وبمسافة تقل عن 1600 كليومتر، سيعزز من تنافسية البضائع الباكستانية والصينية ويقلص طرق النقل بشكل استثنائي، بعد أن كانت البضائع الصينية بأغلبها تمر عبر بحر الصين الجنوبي وفي مضيق ملقا بين ماليزيا وسنغافورا، وسيوفر هذا الطريق الصيني الباكستاني الجديد أكثر من 2200 ميل على البضائع الصينية، ستتحول إلى ميزة تنافسية لهذه البضائع بالقياس إلى البضائع الهندية التي تصل سريعاً من ميناء بومباي إلى مضائق الخليج العربي والبحر الأحمر وصولاً إلى المتوسط فالغرب.
الخطاب الصيني فيما يخص الاعتراض الهندي يحاول أن يكون توافقياً، ويحفز الهند نحو الخروج من (ضيق الأفق الإقليمي وإلقاء نظرة أوسع على العالم..) ويدعو (لتكون الهند أكثر كرماً وانفتاحاً مع جيرانها ليستطيع الجميع أن يستفيدوا من فورة النمو السريع في المنطقة، فالتنافس قد يكون مفيداً ولكن ليس إلى الحد الذي يؤدي إلى التوقف) وفق ما نشره الإعلام الرسمي الصيني، في الشهر الثالث من العام الحالي...
التعاون عملياً يخضع التنافس بين القوى الاقتصادية الآسيوية، وربما يكون انضمام كل من الهند وباكستان سوية إلى شانغهاي واحد من مؤشرات مزيد من الانفتاح الهندي، وخطوة باتجاه دفع الحافز التنموي لإنهاء عناصر التوتر السياسي ومكافحة لبؤر التوتر التي تهدد المنطقة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 816