30% وسطي رفع الأسعار الرسمية  للأعلاف

30% وسطي رفع الأسعار الرسمية للأعلاف

سلسلة جديدة من رفع الأسعار الحكومية هذا الأسبوع، ولكن في قطاع الزراعة، حيث قد تشهد السوق ارتفاعات في أسعار اللحوم، بعد أن تم رفع أسعار النخالة والأعلاف..

رفعت المؤسسة العامة للحبوب، أسعار النخالة التي تبيعها للمؤسسة العامة للأعلاف، لترفع بعدها المؤسسة العامة للأعلاف سعر طن العلف للأغنام، وسعر مادة الجاهز حلوب للأبقار.

وأتت الارتفاعات بمقدار 20 ألف ليرة لطن النخالة، ونسبة 36%، ليصبح سعر طن النخالة بمقدار 75 ألف ليرة. أما علف الأغنام من المؤسسة العامة للأعلاف فقد ارتفع بمقدار 14 ألف ليرة للطن، ونسبة 18% تقريباً، ليصبح سعر طن العلف من المؤسسة 89 ألف ليرة، أما بالنسبة لمادة الجاهز حلوب فقد ارتفعت من 96 ألف ليرة إلى 129 ألف للطن، بنسبة ارتفاع 34%، أما وسطي الرفع فيبلغ 30 % تقريباً.

الأسعار الرسمية للمؤسسة لا تمتلك تأثيراً كبيراً على السعر في السوق، فعلى سبيل المثال، وقبيل عيد الأضحى كانت الأسعار الوسطية لأعلاف الأغنام في السوق تبلغ 120 ليرة للطن، بينما كان سعر المؤسسة 75 ألف. فالمؤسسة تقول أنها تقتصر على توزيع 12% من حاجات الثروة الحيوانية، ولكن وفق أي تقدير لتعداد الثروة الحيوانية لا تتضح الكميات الموزعة، إلا أن أغلب الموزع منها، ينتهي بأسعار السوق.

القرار بالرفع يأتي بعد أن تحدثت المؤسسة، والجهات الحكومية، عن بدء التجار ومستوردي الأعلاف بتقديم 15% من مستورداتهم إلى المؤسسة، الأمر الذي يفترض أن يخفف من تكاليف، عمليات الشراء والاستيراد، لأعلاف الأغنام أي الشعير بالدرجة الاولى، وكذلك لأعلاف الدواجن أي الذرة الصفراء، وكسبة الصويا. وكانت التصريحات تؤكد أن استلام الدفعات الأولى أدى وسيؤدي إلى تخفيض في أسعار الأعلاف.

تشكل الأعلاف نسبة 85% من تكاليف تربية وتسمين الأغنام، وكل ارتفاع فيها ينعكس ارتفاعاً سريعاً في أسعار اللحم الحي، حيث ترافق ارتفاع أسعار العلف من وسطي 50 ليرة للكغ، إلى 120 ليرة للكغ، أي بحوالي 140% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، إلى ارتفاع في أسعار اللحم الحي للأغنام من 900 ليرة للكغ الحي، إلى 1500 ليرة للكغ، بنسبة ارتفاع خلال العام الحالي 66%.

أما الارتفاعات الحالية في وسطي تكاليف النخالة والشعير، والبالغة 27% تقريباً، فهل ستؤدي إلى ارتفاع في وسطي كغ لحم الأغنام الحي بنسبة تقارب 13%؟!

الرفع الذي حصلته الحكومة سينتهي في جيوب المستوردين، الذين يؤمنون مستلزماتها، وسيقتطع من قدرات المربين، وما تبقى من أصحاب القدرة على استهلاك اللحوم دورياً في سورية!

السوريون (لم يشبعوا اللحم) يوماً..

عام 2010 كانت الأسرة السورية تنفق على اللحوم وسطياً خلال شهر مبلغ: 2260 ليرة، وكان هذا المبلغ قادراً على تأمين: 3,7 كغ من لحم الغنم بسعر 600 ليرة للكغ تقريباً. وفق ما تشير إليه بيانات الإنفاق من المكتب المركزي للإحصاء.

وهذه الكمية هي أقل من الحاجة الضرورية من اللحوم للأسرة السورية الذي يفترض أن تبلغ 11 كغ في الشهر لأسرة من خمسة أشخاص.

السوريين قبل الأزمة كانوا يستهلكون ثلث حاجتهم من اللحوم شهرياً، في بلد لديه قرابة 12مليون رأس غنم في عام 2010.

فماذا عن اليوم؟!

إن 11 كغ من اللحوم الحمراء اليوم، تكلف الأسرة شهرياً: 55 ألف ليرة تقريباً، اما تأمين 3,7 كغ شهرياً كما في السابق تكلف الأسرة: 18500 ليرة، بعد أن أصبح سعر كغ لحم الأغنام اليوم أكثر من 8 أضعاف سعره في عام 2010.

إن الثروة الحيوانية في سورية، مقابل استهلاك الأسر السورية من اللحوم يقدم إشارة واضحة على الإجحاف الكبير في توزيع الثروة في سورية..

معلومات إضافية

العدد رقم:
786