المواد الزراعية السورية تصدر بـ 18 ليرة للكغ؟!
يصدر التجار السوريون ما يتسنى لهم من المنتجات الزراعية المحلية، بعد تجميعها وشرائها بأسعار الجملة البخسة في سوق الهال حيث لا تزال سوق التصدير الزراعية السورية، هي سوق الجملة ذاتها..
وفي التصريحات المتكررة لرئيس غرفة زراعة ريف دمشق، ورئيس جمعية المصدرين سابيا، فقد تم تصدير أكثر من 5 مليون طن من المنتجات الزراعية خلال 7 أشهر من العام الحالي 2016، وبقيمة إجمالية 175.6 مليون دولار.
وبعيداً عن تفاصيل الكميات والأنواع والأسعار، فإن هذا الرقم يدلنا على وسطي سعر تصدير الطن من المنتجات الزراعية السورية، والبالغ: 35 دولار للطن فقط، أي حوالي: 18 ألف ليرة سورية، بسعر صرف اليوم البالغ 517 لير مقابل الدولار، ما يعني أن وسطي سعر الكغ من المواد الزراعية السورية، يصدر للخارج بسعر 18 ليرة.
وعلينا أن نذكر هنا بعض الأنواع: من الرمان، إلى التفاح، إلى زيت الزيتون، للبندورة، والبرتقال، والكزبرة الحب، واليانسون، والكمون، وصولاً إلى حبة البركة كمنتجات رئيسية مصدرة، وأسعار هذه المواد في السوق المحلية لم تنخفض عن 70 ليرة للكغ لأقلها سعراً مثل البرتقال وفي نهايات موسمه، وصولاً إلى 700 ليرة لكغ حبة البركة، وانتهاء بسعر كغ زيت الزيتون الذي يقارب 1000 ليرة سورية.
وهذه التباينات تدلل على أحد أمرين، إما أن أرقام التصدير للمنتجات الزراعية هي أرقام مخففة، لتجنب دفع الجزء المتبقي من قطع التصدير، ولتجنب مختلف الرسوم والضرائب المترتبة على الفاتورة، والسعر.
أما إذا كانت هذه الأرقام حقيقية، وافترضنا أن عائد المزارع هو 60%، من التكلفة، فإن المزارعين يحصلون على عائد وسطي من المنتجات الزراعية المعدة للتصدير، بمقدار 10 ليرة سورية، ما قد يدلل على حجم الخسائر الزراعية التي تلحق بالمزارعين من بيع منتجاتهم الزراعية بسعر الجملة المذكور!