المنظمات الدولية للإغاثة ترعى أطفال العالم المتقدم!
عتاب منصور عتاب منصور

المنظمات الدولية للإغاثة ترعى أطفال العالم المتقدم!

لم تعد البيانات الصادرة عن منظامات الإغاثة الدولية تشكّل مادة دسمة للصحافة، فبات مألوفاً إلى حد الملل تداول البيانات حول توزيع السلال الغذائية والمساعدات العينية والمالية للدول المنكوبة، لكن بياناً صادراً عن منظمة اليونيسف شكّل صدمة حقيقية هذه المرة، بسبب أن الأطفال الفقراء الذين سيتلقون مساعدات غذائية يقيمون في لندن العاصمة البريطانية!

منذ أن جرى تأسيس منظمة UNICEF «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» في 1946، قامت بتقديم مساعدات لأطفال العالم في الدول الفقيرة والمحرومة، والتي عانى سكانها من الحروب وغيرها من الكوارث السياسية والاقتصادية، لكن المنظمة تعلن هذه المرة عن حزمة مساعدات تبلغ 25 ألف جنيه إسترليني بهدف إطعام 1800 أسرة فقيرة في المملكة المتحدة، وذلك ضمن برنامج مؤقت جزئي مخصص لمساعدة هذه الأسر الفقيرة خلال عطلة الأعياد. من جانبها أكدت مسؤولة المنظمة في بريطانيا: أن هذا التمويل سيساعد على بناء مجتمع أقوى مع تفاقم تأثير الوباء، لكنها لا ترى فيه حلاً طويل الأجل، بل يجب معاجلة الأسباب الجذرية للفقر ونقص الغذاء للأطفال في المملكة.

الجدل في الأوساط السياسية

شكّل إعلان المنظمة الدولية مؤشراً حقيقياً على تراجع قدرة المملكة البريطانية في دعم رعاياها، ويبدو أن الحكومة لم تعد تستطيع تلطيف درجة الخلل الكبير في توزيع الثروة، وخصوصاً مع آثار الأزمة الاقتصادية الحالية وتداعيات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد الدولي. ففي جلسة البرلمان البريطاني، شنّت نائبة رئيس حزب العمال، أنجيلا راينر حملة شرسة على الواقع المزري الذي يجعل من المملكة المتحدة الغنية على قائمة الدول المحتاجة، وقالت في حديثها: إن على «بوريس جونسون وبقية حكومته الخجل من أنفسهم للسماح لأطفالنا بالجوع»، وأضافت قائلة: «في واحدة من أغنى دول العالم، لا ينبغي إجبار أطفالنا على الاعتماد على مؤسسة خيرية تعمل عادة في مناطق الحروب والاستجابة للكوارث الإنسانية. الفضيحة الوحيدة هنا، هي أن حكومة المحافظين الفاسدة هذه تركت 4,2 ملايين طفل يعيشون في فقر، وهو رقم سيرتفع بالتأكيد بسبب أزمة فيروس كورونا». وقامت مجموعة آخرى من نواب البرلمان بالهجوم على الواقع المزري، مثل: تصريحات ريتشارد بورغون، الذي شجب سياسات الحكومة التي أفقرت الناس، وأضاف: «إن المطلوب إنهاء فقر الأطفال في المملكة المتحدة من خلال جعل فاحشي الثراء يدفعون ضرائب عادلة».

معلومات إضافية

العدد رقم:
997