هل ستحصل أفغانستان على السلام أخيراً؟
عتاب منصور عتاب منصور

هل ستحصل أفغانستان على السلام أخيراً؟

اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان على توقيع هدنة ل 7 أيام تكون خطوة تمهيدية لتوقيع اتفاق في نهاية الشهر الجاري يقضي بانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من أفغانستان.

ويحمل هذا التطور أهمية كبيرة فهو يمهد لانسحاب نهائي للولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان ويتضمن الاتفاق الذي سيجري توقيعه في قطر نهاية الشهر أن تبدأ حركة طالبان مفاوضات مع السطات الأفغانية، وهو ما كانت طالبان ترفضه لأكثر من 18 عاماً.
وفي تصريح رسمي لوزير الخارجية الأمريكي مايك بوبيو قال فيه: إن الولايات المتحدة تفاوضت بشكل جدّي مع طالبان بهدف «تسهيل إنجاز حل سياسي من أجل إنهاء الحرب في أفغانستان، وتقليص وجود الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في البلاد، وضمان ألّا تستخدم أية جماعة إرهابية الأراضي الأفغانية لتهديد الولايات المتحدة أو حلفائنا»، وأكّد بومبيو على أن الأطراف الأفغانية ستبدأ بعد توقيع الاتفاق وقفاً دائماً لإطلاق النار، مما سيفتح الأفق أمام حلٍّ سياسي في البلاد.
وفي هذا السياق رحَّب المبعوث الخاص للرئيس الروسي بشأن أفغانستان، ضمير كابولوف، بإمكانية توقيع الاتفاق بين الطرفين، معتبراً أنا هذا الاتفاق «سيكون ذلك حدثاً هاماً بالنسبة لعملية السلام في أفغانستان»
إنّ سعي الولايات المتحدة إلى تقليص حضورها العسكري على الساحة الدولية وخصوصاً في الأماكن التي تراها غير مهمة بالنسبة لها، يفتح الباب لا أمام أفغانستان وحدها، بل أمام عدد كبير من الدول لإيجاد الفرصة السانحة لبدء صفحة جديدة من تاريخهم. فالولايات المتحدة لا ترى هذه المناطق كمناطق أقلَّ أهمية كما تدَّعي، بل إنها لم تعد تقوى على دفع الفواتير الطويلة، وهذا يعني أنَّ هذه الهزائم الأمريكية وإن تمظهرت على شكل اتفاقات في قاعاتٍ مرموقة وبمبادرة منها، إلّا أنها فعَّلياً هزائم سياسية تحاول الولايات المتحدة أن تغطي عليها، والفكرة الأخرى التي يجب الوقوف عندها، هي أن الولايات المتحدة في سلوكها هذا باتت تعلن صراحة أنها راعيةٌ للفوضى، فهي تستعد لتوقيع اتفاقٍ مع جماعة حاربتها لسنوات، لأنها جماعة إرهابية وهي تبدّل موقفها اليوم وتعيد ترتيب حسابتها، فترى في حركة طالبان طرفاً يمكن الجلوس معه والتفاوض، وتوقيع الاتفاقات على أن تضمن الولايات المتحدة ألّا تتعرض طالبان لها تحديداً، دون أية ضماناتٍ لسلوك طالبان داخل أفغانستان أو في المنطقة ككل، وسلوك الولايات المتحدة هذا يشبه تعاطيها مع جماعات إرهابية أخرى مثل «جبهة النصرة» في سورية مثلاً. فأمريكا باتت اليوم تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن، وتعمل بشكل منفرد وتنسحب من اتفاقات دولية رسمية، مثل: الاتفاق النووي النووي الإيراني دون الاكتراث بسمعتها الدولية.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى أن تظهر على أنها راعٍ للقانون الدولي، وقوة تتصدى للإرهاب والمنظمات الإرهابية، إلا أنها اليوم باتت في مكان ضيق موحش لا يترك لها إلا مخرجاً وحيداً، وهو دعم منظمات إرهابية علناً إن كانت تقلق راحة روسيا والصين

معلومات إضافية

العدد رقم:
954
آخر تعديل على الإثنين, 24 شباط/فبراير 2020 13:06