هل يشهد اليمن ترجمة لتوازن جديد؟
يشهد اليمن تصعيداً عسكرياً جديداً بعد هدوء نسبي تلا اتفاق الرياض، ويعتبر التصعيد الحالي الأعنف منذ ثلاث سنوات، ويجري على ثلاثة محاور أساسية، وهي مديرية نهم شرق صنعاء، ومحافظة الجوف شمال شرقي العاصمة، ومحافظة مأرب في شرقيها، وعلى الرغم من أنَّ الخسائر كبيرة في صفوف الطرفين إلّا أنَّ طبيعة التصعيد تعطي مؤشرات جدية على تبدل في التوازنات على الأرض.
بعد تهدئة على مدار الشهر الماضي بدأت سلسلة من الخطوات التصعيدية تجري من الطرفين، أبرزها عملية «البنيان المرصوص» التي أطلقتها جماعة «أنصار الله».
«البنيان المرصوص»
قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الجماعة في مؤتمر صحفي إن «خسائر العدو بلغت أكثر من 3500 قتيل ومصاب وأسير» مضيفاً إن عدداً كبيراً من قيادات التحالف قد لاقوا مصرعهم مؤكداً أن أعداد القتلى «تجاوزت 1500 بالإضافة إلى مئات الأسرى»، وعلى الرغم من تكثيف الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف التي تقودها الرياض والتي وصلت إلى 250 غارة، إلا أن قوات «أنصار الله» تحرز تقدماً ملحوظاً في الميدان. وقامت فرق الإعلام الحربي بنشر عدد من التقارير التي توثق خسائر قوات التحالف وانتصاراتهم العسكرية. وهذا ما أكده تقريرٌ نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الذي يشير إلى التقدم الذي تحرزه الجماعة على الأرض، وقدم مجموعة من الخبراء الدوليين تقريراً إلى مجلس الأمن يؤكد أنَّ «الحوثيين» حصلوا على أسلحة نوعية جديدة وبينها نوعٌ جديدٌ من الطائرات بلا طيار من طراز دلتا ونموذجٌ جديدٌ من صواريخ كروز البرية.
دلالت أولية
إذا كان اتفاق الرياض والتهدئة التي شهدها اليمن تعتبر ترجمة لتوازن إقليمي ودولي محدد، فإن قدرة أحد الأطراف على خرق هذا التوازن تحمل دلالة أكبر من اليمن وأوسع من كونها تطورات عسكرية، فالمنطقة تشهد تحولاً منذ اغتيال قاسم سليماني في العراق، وهذا التغيير قد يحمل معه تبدلاً ملموساً في التوازنات، فإذا كانت جماعة «أنصار الله» ترى أن الوضع على الأرض يسمح لها بموقع أفضل سواء تم تثبيته عسكرياً أو عن طريق مفاوضات جديدة فهذا يعني أن السعودية باتت أضعف، ولا ننسى هنا أن السعودية كانت دائماً ممثلاً للإرادة الأمريكية في المنطقة وهذا ما سينتج عنه- إذا ما جرى تثبيته في اليمن– سلسلة من التغييرات في المنطقة لن يكون الوجود الأمريكي في المنطقة بمنأى عنها
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 951