2019... جردة حساب «الخارجية الروسية»
عتاب منصور عتاب منصور

2019... جردة حساب «الخارجية الروسية»

نشرت وزارة الخارجية الروسية في 30 كانون الأول بياناً مطولاً استعرضت ضمنه أهم نتائج سياستها الخارجية في العام الماضي، ونعرض فيما يلي مقتطفات من هذا البيان على أن ينشر كاملاً على موقع «قاسيون».

«ركزت روسيا جهودها في 2019 على تخفيف التوتر الدولي، وبناء تعاون متنوع مع البلدان والتكتلات التي أبدت استعداداً متبادلاً لتطوير العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. واتبعت موسكو خطاً يضمن سيادة القانون الدولي والحفاظ على الدور الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة في السياسة العالمية، من أجل البحث عن حلول سلمية للصراعات والحدّ من المواجهات حول العالم، بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا. كما أولت الوزارة اهتماماً خاصاً لتعزيز الأمن الجماعي في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتعزيز التكامل الاقتصادي في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وضمان مشاركة روسيا في مجموعة العشرين، وبريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومجلس القطب الشمالي وغيرها من المنظمات الواعدة متعددة الأطراف. كذلك أكدت مبادرة روسيا لتشكيل شراكة أوراسية كبرى كمفهوم جامع مؤطِّر لآفاق التعاون الدبلوماسي والسياسي.»

أولويات روسيا

أشار البيان إلى أن أولوية السياسة الخارجية الروسية كانت دائماً منطقة اتحاد الدول المستقلة «CIS» وهي منظمة دولية مكونة من 12 جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وقد مرَّ البيان على نقاط التقارب والاتفاقيات الثنائية الموقعة بين روسيا وبين هذه الجمهوريات، وذكر البيان أنَّ «هناك تنسيقاً متزايداً في السياسة الخارجية في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، حيث تم اعتماد عدد من البيانات المشتركة حول القضايا السياسية الدولية الملحة. وبناء على مبادرة روسية، أرسل وزراء خارجية دول المنظمة نداءً صريحاً لمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» لدعوتها إلى الخفض من تصعيد الوضع السياسي والعسكري وتعزيز تدابير بناء الثقة بين دول العالم. ووافق مجلس الأمن في منظمة معاهدة الأمن الجماعي على وثائق في مجال التعاون بمكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود الجنوبية لدول المنظمة، وتنسيق الأنشطة المشتركة للاحتفال بالذكرى الـ 75 للنصر في الحرب الوطنية العظمى 1941-1945».

روسيا وآسيا

أما التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي فأشار البيان إلى «الاتفاق على وثيقة تحدد التوجهات الإستراتيجية لتطوير التكامل الاقتصادي الأوروبي الآسيوي حتى عام 2025، وتمت الموافقة على مفهوم تشكيل السوق المالية المشتركة المزمع انطلاقها عام 2025» وأعلن عن ازدياد استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وهو جزء من التوجه العالمي للاستغناء عن الدولار في التبادلات التجارية المشتركة.
وتطرق البيان إلى تنفيذ برامج تعاون بين اللجنة الاقتصادية الأوراسية ورابطة دول جنوب شرق آسيا «ASEAN» للفترة 2019-2020، بالإضافة إلى اتفاقيات مع الهند، وتمتين العلاقات معها، التي وصفها البيان أنها علاقات إستراتيجية مميزة. وجرى تشكيل منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوراسي وإيران.
وأما ما يخص العلاقات الروسية الصينية، قال البيان إن علاقات الشراكة والتفاعل الاستراتيجي قد تعمقت عن طريق «التكامل العضوي مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهو ما كان له أثر في تعزيز استقرار الوضع الدولي. ومع بدء تشغيل خط أنابيب الغاز العابر لحدود سيبيريا، ووصل التعاون الثنائي في مجال الطاقة إلى مستوى جديد، وكل ذلك بالتزامن مع إعلان عامي 2020 و2021 أعوام التعاون العلمي والتقني والابتكاري الروسي الصيني. كما طورت وعززت روسيا بالاشتراك مع الصين «خطة عمل» جديدة للتسوية الشاملة للوضع في شبه الجزيرة الكورية»

الملف السوري وتركيا

أما ما يخص الملف السوري، قالت الخارجية الروسية إنها استمرت ببذل الجهود في سبيل استقرار الوضع في سورية، وعملت على حل المشكلات الإنسانية الملحة، ودفع عملية التسوية السياسية للأزمة، وفي هذا الإطار «حافظت الخارجية الروسية على تعاون وثيق مع كل من إيران وتركيا في إطار منصة أستانا، ومن خلال المساهمة الحاسمة للدول الضامنة تم تشكيل اللجنة الدستورية، والتي تأتي في سياق تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي» وهو ما أعطى للسوريين ولأول مرة «فرصة لنقاش مستقبل بلادهم بشكل مباشر»
وأشار البيان إلى توقيع وتنفيذ المذكرة الروسية-التركية بتاريخ 22 أكتوبر حول ما وراء الفرات، و«التي أوقفت سفك الدماء، وأسهمت في استقرار الوضع في شمال شرق سورية... وكان لتنفيذ عدد من المشاريع الإستراتيجية مع تركيا بعدٌ إستراتيجيٌ واضح، حيث يستعد خط أنابيب «السّيل التركي» للانطلاق، وتم الانتهاء من تسليم الفوج الأول من منظومات الدفاع الصاروخي «إس-400».»

الولايات المتحدة الأمريكية

أما ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبر البيان أن الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية «أعاق تطوير حوار بناء مع واشنطن، إلا أن الاتصالات استمرت بشأن قضايا مكافحة الإرهاب وعدد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في سورية وأفغانستان وشبه الجزيرة الكورية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
947
آخر تعديل على الإثنين, 06 كانون2/يناير 2020 12:00