العلاقة الحميمية تتصدّع!
على الرغم من مواقف ترامب الأخيرة الداعمة للسعودية والمطمئنة لها على إثر الخلافات الدولية الجارية حولها، قام مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس 13 كانون الأول بتبني مشروع قرار لوقف دعم الولايات المتحدة لعمليات «التحالف العربي» في اليمن.
لقد صوّت 56 عضواً من المجلس لصالح القرار في حين اعترض 41 عضواً، في مواجهة جديدة مع ترامب وإدارته ومن قبل «الجمهوريين» و «الديمقراطيين» على حد سواء، إلّا أن القانون لم يعتبر نافذاً بعد، وسوف يستكمل في السنة المقبلة، حيث إنه طالما لم يحظَ بموافقة الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس يبقى لترامب حق النقض فيه، بالإضافة إلى عدم طرحه للتصويت من قبل مجلس النواب بعد، والذي لا يدعم غالبية أعضائه هذا القرار.
كرة «الخاشقجي»
ما زالت قضية مقتل خاشقجي بطبيعة الحال ورقة مساومة وابتزاز تدور في أروقة الإدارة الأمريكية المنقسمة أصلاً، فبالإضافة إلى مشروع القرار السابق جرى بالإجماع الموافقة على مشروع قرار آخر يحمّل «ابن سلمان» مسؤولية مقتل خاشقجي، ويطالب بمحاسبة جميع المسؤولين، في مواجهة أخرى مع ترامب بالعلاقة السعودية- الأمريكية.
خلافات حول التراجع
هذه المواجهات في العمق تعكس خلافات في الرؤية حول آلية التراجع ومداها بين تيارين، وهي ليست الأولى بالطبع، ولكن الجديد دوماً هو تصاعد هذه الانقسامات إلى العلن، أما من الناحية العامة فإن هذه الطروحات بالمعنى السياسي الدولي تأتي في سياق تطورها الطبيعي باتجاه استكمال التراجع بالنسبة للولايات المتحدة، وخلع ثقل تلك الدول الحلفاء والأنظمة التابعة عنها بملفاتها وقضاياها، كالاتحاد الأوروبي والخليج العربي بعد محاولات استنزافهم اقتصادياً كـ «ديون الناتو» و«نفط الخليج»، دافعة هذه الدول والأنظمة إلى الاستدارة شرقاً باتجاه حاملي التوازن الدولي الجديد، وعلى رأسهم روسيا والصين، الأمر الذي تعلمه الإدارة الأمريكية بشقيها، فقد حذر مجلس الشيوخ السعودية، رغم مشاريع قراراته هذه، من قيامها بشراء أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا والصين لأن هذا السلوك سيضر بعلاقتها مع واشنطن.