الملف اللبناني.. لا للعولمة الإمبريالية! لا للحرب!
في 15 تموز 2006 يجتمع في لينينغراد ـ التي حولتها الموجة الأولى من الثورة المضادة إلى سان بطرسبورغ ـ قادة ما يسمى بـ "مجموعة الثمانية" لمناقشة أهم قضايا العلاقات الدولية.
بهذه المناسبة أقرت أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي والمجلس الأعلى للاتحاد الدولي للضباط السوفيت بياناً مشتركاً، جاء فيه حرفياً، ما يلي:
"من الواضح أنّ الكلمة ستعطى في اللقاء إلى الإرهابي الرئيسي على وجه الأرض، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش، الذي سيتشدق حول الحرب على الإرهاب الخرافي، محاولاً جر روسيا إلى مشروع النهب والسلب هذا. سيتطرق إلى الحالة المحيطة بإيران، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بمناسبة التجربة الناجحة لتكنولوجيا الصواريخ، ومن المتوقع أن يعلن مجدداً عن "محور الشر".
بناء على منطق عصابات السلب والنهب هذا تمتلك إسرائيل الصهيونية، التي ترهب باستمرار عرب الدولة الفلسطينية، وتهدد سورية ولبنان ودول الشرق الأوسط الأخرى، الحق في حيازة السلاح النووي، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، أما جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فليس لها حق امتلاك صواريخ لتدافع عن دولتها الاشتراكية!.
يتدخل الأمريكان في الشؤون الداخلية لأية دولة، مقوضين "حقوقها الوطنية"، يزعزعون استقرارها السياسي، ويجلبون إلى الحكم أنظمة يسيرونها وفق إرادتهم. ويجري تقسيم العالم تحت شعار الحرب على الإرهاب، ويسود نظام القطب الواحد ذو الأيديولوجية القومية ـ الفاشية".
إنّ تطور الأحداث يؤكد، مع الأسف، ما جاء في هذا البيان. لقد بصقت إسرائيل، باستغلالها الدعم اللامحدود من اللوبيات الصهيونية في واشنطن، على أبسط قواعد العلاقات الدولية، وهاجمت بوقاحة لبنان، وبدأت عملياً حرباً جديدة في الشرق الأوسط، التي يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية.
لقد أصاب الجنون، والقسوة اللاإنسانية والطيش الأعمى الإرهابيين الصهاينة. فاتخذوا من أسر جندي واحد ذريعة للهجوم على قطاع غزة، ومن أسر اثنين ذريعة للهجوم على لبنان. علماً بأنّه بعد مضي يوم من فتح الجبهة خسرت إسرائيل تسعة قتلى وعشرين جريحاً. ويتضاعف عدد القتلى في صفوف المدنيين الأبرياء (في لبنان وفلسطين)
لا مبرر على الإطلاق لاعتقال أعضاء من حكومة حماس، وللتدمير التام للمشاريع الحيوية الهامة ـ محطات توليد الكهرباء في فلسطين ومطار بيروت.
إنّ خطر نشوب حرب إقليمية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر المدعوم من الإمبريالية الأمريكية، ناجم عن إمكانية إقحام سورية وإيران في هذه الحرب. فسورية تتهم عملياً منذ أكثر من عام بأنّها "محور الشر"، علماً بأنّه تتم المحافظة على النظام والهدوء في البلاد بعد أن أجبرها الاستفزاز الإمبريالي على الخروج من لبنان. ويمتلك "حزب الله" القوي علاقات متينة مع إيران.
تثير مواقف سلطات روسيا الرسمية الاستغراب والاستهجان، تلك المواقف التي تتبنى "الحل الأدبي" للنزاع، وهي عملياً تساند الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ويظهر من جديد الجوهر المتعفن والكومبرادوري لنظام بوتين.
"الإرهاب الدولي" ـ هو أحد التجليات الفاقعة للنضال الطبقي، الذي تسببه الاستراتيجية الاستعمارية الجديدة التي تتبعها الاحتكارات الدولية والولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو. فالإرهاب الناتج عن الأسفل ـ هو مجرد جواب على الإرهاب غير المتكافئ الذي يفرضه الأعلى، مسبباً الانقسام والتفرقة الاجتماعية. إنّه النضال الطبقي بين العمل ورأس المال. لا يريد رأس المال التخلي عن مواقعه سلمياً. أما مرحلته العليا ـ فهي الحرب.
إن لم يقف جميع الوطنيين، والقوى السليمة والمحبة للسلام في البلاد والعالم دفاعاً عن السلام، في وجه الطغمة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فإنّ "النظام العالمي الجديد" يهدد بإحلال البلبلة والفوضى التي يمكن أن تدمر كل ما هو حي على سطح الأرض.
موسكو 13/ تموز 2006