ندوة: «عنصرية الصهيونية والنازية» كيف نواجه المخاطر الصهيونية... الأشد نازية والأكثر عنصرية؟؟!
أقامت الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ندوة تحت عنوان «عنصرية الصهيونية والنازية»، وذلك على مدار أربعة أيام، من 27 ولغاية 30 من شهر آب الماضي في فندق الميريديان في دمشق..
وقد توزعت فعاليات الندوة على سبعة محاور شارك بها العديد من الباحثين والكتاب العرب والأجانب في جلسات صباحية ومسائية. وهذه المحاور هي: ــ الطبيعة العنصرية للصهيونية في التراث الاعتقادي اليهودي لا سيما (التوراة والتلمود) ــ العنصرية والنازية: العلاقات التاريخية والسمات المشتركة والممارسات المتشابهة ــ العنصرية الصهيونية وتجلياتها في الأدب اليهودي المكتوب خلال القرن العشرين وبخاصة في فلسطين المحتلة ــ مظاهر العنصرية الصهيونية في الإعلام الصهيوني والغربي ــ التربية العنصرية اليهودية في المناهج التربوية للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ــ الممارسات العنصرية للاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في الانتفاضتين الأولى والثانية ــ العنصرية والصهيونية في عيون عربية.
مخاطر الصهيونية
وجاء في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية د. علي عقلة عرسان، الأمين العام للأدباء والكتاب العرب: «لماذا نحن هنا؟! ولماذا نطرح هذا الموضوع بالذات، موضوع العنصرية الصهيونية والنازية الآن؟! ببساطة نحن هنا لأننا أبناء أمة تعاني من الممارسات العنصرية للصهيونية النازية منذ قرن من الزمان، تعاني من «الهولوكوست» الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومن تصل إليهم الصهيونية من أبناء الأمة العربية»..
وأضاف: «نحن نطرح هذا الموضوع : عنصرية الصهيونية والنازية، تعميقاً للوعي بمخاطر الصهيونية وطبيعتها العنصرية وممارساتها الإجرامية، وإرهابها المنظم: إرهاب الدولة، ونطرحه دفاعاً عن حرية الرأي والتفكير والتعبير»..
وأكد د. عرسان على أهمية عقد ندوات وطباعة كتب وإقامة حوار واسع ونشر مادة علمية من مصادر عدة، وأنه سوف يتم البدء بمرحلة العمل في اتجاهين:
1. إنشاء مركز توثيق قومي لجرائم الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
2. الإعداد لمحاكمة الحركة الصهيونية ورموزها في إطار محكمة الضمير على غرار محكمة برتراند راسل.
الصهيونية اليهودية
وقدم الباحث الفلسطيني حسن الباش بحثاً تحت عنوان: «العنصرية الصهيونية ـ الأنا والآخر والأسس العقيدية». وقال: ..لقد أجمع العالم على وصف النازية والفاشية بالعنصرية وكذلك أجمعوا على أن البيض في جنوب أفريقيا وردويسيا (أي زمبابوي) ونامبيا وغيرها من المناطق مارسوا عنصرية بشعة بحق المواطنين الأفارقة الأصليين.
ولكن حين نتوقف عند دراسة العنصريات جميعها قلما نعثر على عنصرية ذات جذور عميقة باستثناء العنصرية الصهيونية.
إذا عدنا إلى عالم العنصرية الصهيونية اليهودية فإننا نتوقف عند مظاهر وتجليات عديدة لهذه العنصرية:
1. عنصرية تتجلى في التعامل مباشرة مع الآخر وهي تستند في التشريع اليهودي على الفرق بين اليهودي وغير اليهودي من حيث الخلق والجوهر والجسد والروح.
2. عنصرية تتجلى في السلوك اليومي لليهودي أيام السلم.
3. عنصرية تتجلى في السلوك اليومي لليهودي أيام الحرب.
وحول «الأنا والآخر في العقيدة الصهيونية اليهودية» قال الباحث حسن الباش: بين أيدينا نصوص من التوراة وأخرى من التلمود وثالثة من الفكر الصهيوني الحديث إذا وضعناها أمامنا نرى أن خيطاً واحداً يربطها ببعضها ربطاً دقيقاً.. وقدم العديد من الأمثلة حول ذلك..
العنصرية اليهودية أشد نازية
وأكد الباحث الفلسطيني يوسف جاد الحق في مداخلة تحت عنوان: «الصهيونية والنازية، أيهما تتلمذت على الأخرى.. وأيهما أشد عنصرية».. وتوصل الباحث إلى أن اليهود في عنصريتهم يسبقون النازية تاريخياً، كما أنهم يتفوقون عليها في نزعتهم الإجرامية وأيديولوجيتهم العنصرية المدمرة، وعدائهم الحاقد بلا حدود على كل ما هو غير يهودي على وجه الأرض...
الحس الشوفيني
وتحدث الباحث فؤاد سليم أبو زريق من سورية حول «العنصرية الصهيونية وتجلياتها في الأدب الذي كتبه اليهود خلال القرن العشرين».. وقال: «إن من يخوض في دراسة الأدب الذي كتبه اليهود يدرك أنه أدب سياسي حتى قبل تبلور الفكرة الصهيونية سياسياً، وهي باعتمادها على التوراة، تأخذ منها حساً شوفينياً استعلائياً، تعزف على أوتار اليهودية، وتمد الأدب اليهودي بعناصر ما ورائية إضافة إلى خلقها لأدوار احتيالية تؤديها في مجال تسييس ذلك الأدب، وتتجلى هذه الأدوار بالدعوة إلى تفعيل الأدب الأيديولوجي وصولاً إلى أدب أيديو سياسي، والتي يجد فيها العقل المتنور مجالاً لامنطقياً، هي في الحقيقة نتيجة منطقية لمحاولات حقن العبارة بمبررات صهيونية اتخذت من الميتافيزيقا أسلوباً اعتمد اليهودية شكلاً أساسياً».
التلمود.. كتاب سياسي
وقدم الباحث السوري ندرة اليازجي بحثاً تحت عنوان: «الصهيونية محور التوراة والتلمود»، وحاول الباحث تلخيص ما جاء في التوراة والتلمود وإلى دراسة العلاقة الوثيقة القائمة بينهما.. متوصلاً إلى أن التلمود كتاب سياسي يؤكد على القومية اليهودية القائمة على العرق والعنصر والاصطفاء والاختيار وحرمان الشعوب الأخرى من الوجود لأنهم ليسوا مخلوقات أو كائنات إلهية... وأوضح معالم العنف الذي يهيمن على الفكر اليهودي وعلى النفسية اليهودية المكونة في أبعادها التوراتية... وأكد أن الصهيونية قائمة في اليهودية.
اليهود سرقوا الأدب!
وتحت عنوان: « اليهود وسرقة آداب ما بين النهرين» قدم د. ضياء خضير من العراق بحثاً أظهر من خلاله التشابهات بين النصين العراقي البابلي، والعبراني التوراتي، وهو أنموذج بسيط من نماذج كثيرة تظهر علاقة التأثر والتأثير.. وتعمد إغفال مصادر النصوص التوراتية وخلط التواريخ والمراحل الزمنية زيادة في التضليل والتعمية..
أدب لا إنساني
وتحت عنوان: «العنصرية في الأدب الصهيوني»، قدم الباحث الأردني جودت السعد بحثاً أكد من خلاله نأي الكتابات اليهودية عن المضامين الإنسانية، الأمر الذي أوقعها في العنصرية بالضرورة، وأن النتاجات اليهودية فاقدة للعنصر الحضاري العميق والبعيد مما جعلها تعيش بشكل طفيلي على الحضارات الأخرى، وليس أدل على ذلك من النتاجات اليهودية التي نمت في أحضان الثقافة العربية.. وكلما ازداد الأدب الصهيوني وضوحاً، ارتفعت وتيرة العنصرية وتبلورت مفاهيمه التي قام من أجلها..
الوجه الآخر القبيح
وقدم الباحث الفلسطيني د. غازي حسين بحثاً بعنوان: « الصهيونية واللا سامية والنازية والهولوكست».. وأكد أن الصهيونية تقوم على أساس أن اليهودية ليست مجرد دين وإنما هي قومية، وأن اليهودية هي الوجه الديني للصهيونية، وأن الكيان الصهيوني هو التجسيد العملي للصهيونية وللوجهين الديني والسياسي لليهودية والصهيونية.. وتعج التوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون والأدبيات الصهيونية بالأفكار العنصرية وكراهية الشعوب غير اليهودية والدعوة لإبادتهم وإخضاعهم وفرض السيطرة عليهم بالقوة وإذلالهم والاستعلاء عليهم واعتبارهم حيوانات على هيئة بشر لخدمة اليهود واستباحة حياتهم وأملاكهم وأراضيهم وأموالهم...
اصطفاء عدواني
وقدم الباحث د. ربيع الدبس من لبنان بحثاً تحت عنوان: « الصهيونية المغلقة في عالم منفتح»، حيث اعتبر أن اليهودية خرجت عن السمة المسكونية ومن مبدأ الخير العام أو من اعتبارها ديناً إنسانياً عاماً لأنها اختصت بجماعة لا بكل البشر. جماعة تزعم الاختيار اليهودي لها وهو اختيار لا يكتفي باصطفاء جماعة مغلقة عقيدياً وطبقياً، بل يدعو إلى اضطهاد الجماعات الإنسانية الأخرى كافة...
الاستيطان.. حجر الزاوية
وتحت عنوان: « الاستيطان والهجرة في الفكر الصهيوني 1864 ـ 1939»، قدم الباحث الفلسطيني د. سميح شبيب بحثاً حيث أشار إلى أن الاستيطان يشكل حجر الزاوية في الفكر الصهيوني وأساساً من أسس بناء الدولة العبرية، ويختلف الاستيطان الصهيوني اختلافاً جوهرياً عن غيره من الأنماط الاستيطانية الأخرى التي شهدها العالم، ذلك أنه يرتكز على أبعاد عدة يأتي في مقدمتها الدين والأسطورة، وبالتالي محاولة خلق حقائق كيانية داخل التجمعات الفلسطينية العربية بغية مضايقتها ومن ثم طردها...
تربية عدوانية
وقدم الباحث الأردني خليل السواحري بحثاً حول: «التربية العنصرية في الكيان الصهيوني».. حيث أشار إلى أنه كان لا بد للكتاب التعليمي الصهيوني أن يضع بين يدي الطالب اليهودي الحلول الشاملة للمسائل التي تطرحها أمامه الصهيونية وفي مقدمتها الاحتلال والاستيطان والهجرة وترحيل الجوييم من الفلسطينيين وعرب الجوار..
إبادة الآخر
وقدم الباحث المصري د. محمد خليفة حسن بحثاً بعنوان: «أصول العنصرية الإسرائيلية في التراث اليهودي»، عالج من خلاله الأصول العنصرية الإسرائيلية وجذورها في التوراة وأسفار العهد القديم والتلمود وفي الكتابات الصهيونية الحديثة. وكذلك أصولها في العنصرية الغربية كما تظهر في الفلسفة الاستعمارية الأوروبية... واستعرض البحث مظاهر العنصرية الإسرائيلية كما تجلت في أحداث انتفاضة الأقصى، وهي سياسة شارون القائمة على مبدأ إبادة الآخر والتي تعكس كنه التفكير العنصري في الصهيونية.
تجليات عنصرية
وتحت عنوان: « التجليات العنصرية في التفكير الإسرائيلي المعاصر»، قدم الباحث د. محمد محمود أبو غدير بحثاً لبعض التجليات العنصرية كما عبر عنها الفكر الإسرائيلي المعاصر...
ممارسات متشابهة
وقدم الباحث اللبناني فيليب أبو فاضل بحثاً بعنوان: « العنصرية الصهيونية والنازية: العلاقات التاريخية والسمات المشتركة والممارسات المتشابهة».. عرف من خلاله العنصرية والنازية والصهيونية، والجوامع بين الفكر الغربي والحركات الصهيونية، وما قدمته النازية لتجسيد الفكر الصهيوني والجوامع بين الصهيونية والنازية..
ملامح .. وأبحاث
وقدم الباحث التونسي د. فرج الحوار بحثاً بعنوان: « ملامح من العنصرية الصهيونية في (زلزال في تل أبيب) للشاعر التونسي الميداني بن صالح»..
كما قدم العديد من الباحثين السوريين والعرب والأجانب أبحاثاً عدة لا يتسع المجال للإشارة إليها.
وبعد..
أوراق كثيرة قدمت.. وأفكار هامة طرحت أفاقاً واسعة للنقاش والعمل الجاد.. والندوة بحد ذاتها عنوان كبير لمسألة تمس ليس الوجود الإنساني فقط، وإنما مستقبل هذا الوجود..
والسؤال: هل تبقى هذه الأوراق وتلك الأفكار حبراً على ورق.. كيف يمكن أن ندفعها للمقدمة كي تصبح بداية لطريق طويل يحتاج للمزيد من العمل والمتابعة اللحظية..
أسئلة.. وأسئلة عديدة طرحت في الطابق التاسع «للميريديان».. هل تبقى تلك الأسئلة الهامة حبيسة الجدران الفاخرة..
(العنصرية الصهيونية والنازية).. لا تحتمل الانتظار!!..
فلاشات من الجلسة الختامية
* كثير من العرض.. قليل من التحليل.. وضرورة التركيز على ماذا نفعل.. ووضع توجهات وخطط حقيقية لتفعيل دورنا في المواجهة..
* طرح العديد من الحضور تساؤلاً حول غياب وسائل الإعلام لتغطية الندوة... والتي تحضر عادة في مناسبات أقل أهمية وأكثر تفاهة!!!..
* طالب العديد من المشاركين التدقيق بمصطلح «الحماية الدولية» التي جاءت في الرسائل الموجهة من الندوة إلى شخصيات وهيئات دولية، نظراً لإشكالية هذا المصطلح..
* طالب البعض بتفسير لغياب العديد من الاتحادات العربية عن مثل هذه الندوة الهامة.. وبضرورة إصدار بيان لمؤازرة الشعب الفلسطيني.
* قدم اقتراح بإنشاء محطة فضائية عربية تبث بكل اللغات وتفضح الصهيونية..
أجاب رئيس الاتحاد: رغم أهمية الفكرة.. إلا أن الدول العربية لم تتفق على تخصيص المبلغ اللازم لذلك، مع توفر كافة الإمكانات.. بينما سيبث الكيان الصهيوني خلال الفترة القريبة القادمة قناة فضائية باللغة العربية!!...
* طالب البعض بالعودة إلى تسمية «الكيان الصهيوني» بدلاً من «دولة إسرائيل»..
* جرت المطالبة بتدريس أخطار الحركة الصهيونية في المدارس العربية.. وتعميم ذلك في وسائل الإعلام.. وتوسيع مثل هذه الندوة لتصل إلى كافة المدن والأرياف كي لا تبقى على صعيد النخبة فقط..
* طالب أحد المتحدثين (وهو من الجزائر) أن يسلط الاتحاد الضوء على الأوضاع في الجزائر نظراً لخطورة ما يجري هناك..
وكان رد رئيس الاتحاد: أن الاتحاد لحظ ذلك في خطته.. وهو سيعقد ندوة في الجزائر عام (2004)!!!...