دمتم بخير 10 كذبات في اليوم عند بعضهم!! وأهل السياسة في «الطليعة»
أثار انتباهي هذا الخبر الذي أوردته "الشرق الأوسط"، دون أن يعني ذلك اقتناعي بأن الصفة تنطبق على جميع الأشقاء فهنالك كما في سائر البلدان الصادق والمحترم، إلى جانب الكاذب والمذبذب والمنافق!!
عودة إلى الخبر، فقد استجابت شريحة من اللبنانيين إلى حملة مكافحة الكذب التي أطلقها أحد الأحزاب اللبنانية للحد من تفشي هذه الظاهرة، وتحت عنوان «لا تكذب» وُزعت على الطرق وفي الأحياء منشورات تدعو الناس إلى الالتزام بالصدق للتخلص من هذه الآفة الاجتماعية.
وكان إحصاء أخير جرى في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة اللويزة أظهر أن معدل الكذب عند اللبنانيين يصل إلى عشر كذبات في اليوم الواحد بغض النظر عما إذا كان الكذب من النوع (اللون) الأبيض أو الأسود أو الرمادي ..إلخ، للتخلص من مواقف حرجة أو مشاكل يواجهونها.
ولا يقتصر الكذب على أهل السياسة رغم أنهم إلى جانب الفنانين يصنفون في طليعة «الكذابين»، إذ تقول اختصاصية علم الاجتماع، انييس ابي زيد " هذه المشكلة تنمو مع اللبناني منذ نعومة أظافره، إذ يلاحظ أن أمه تخفي عن والده جزءاً كبيرا ًمن تفصيلات نهارها بدءاً بأخبار الناس والصبحيات وصولاً إلى إسرافها في مصاريف لا لزوم لها"!.
بالإجمال وفي نظرة عامة إلى المشهد السياسي اللبناني وإلى جانب رجالاته الوطنيين الذين كانوا ولايزالون على مواقفهم ومبادئهم، ووطنية انتماءاتهم، ثمة أسماء لا نعرف في أي خانة يصح تصنيفها، وفي أي سياق يبررون تقلبات ألوان وجوههم، بين المهزوم والمريض المعتل بلونه الأصفر الباهت، وبين الجبان الشاحب، والعميل القاتم. فهم:
*يطلقون التهم ويستخدمون التحريض ضد بلد آواهم وحماهم، ثم يتحدثون عن ضرورة العلاقات النموذجية معه..!
*يبلعون الأخضر واليابس منذ اتفاق الطائف، ثم يصفون تلك الفترة بالفساد، ويتملصون من محاسبة رموزه!!
*ينادون بالمحاصصة الدينية ويشكون دوماً من تديين المناصب (على وزن تسييس)!
*يتحدثون عن تدخل أمني لبلد مجاور، وهم في أحضان سفارات واشنطن وباريس للمشورة، والمغفرة، وطلب النصيحة، والتبريكات!!
*يدعون العداء لإسرائيل ويتسابقون لتبرئتها من أي حادث أو اعتداء على ساحاتهم!!
*يتهمون المقاومة الوطنية بالعمالة، ثم يقرون بأهميتها للحفاظ على أمن البلاد!!
بالأمس القريب دعا يورغن كاين كولبل مؤلف كتاب «اغتيال الحريري - أدلة مخفية» كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ورئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة سيرج برميرتس إلى التحقيق مع المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم ايهود اولمرت رئيس الوزراء ومئير داغات رئيس الموساد بعد اكتشاف شبكتين إرهابيتين شكلهما الموساد تقومان منذ سنوات في لبنان بالتجسس والتخريب والاغتيالات وتفجير السيارات المفخخة!!.
انظروا إلى ألوان وجوه مايسمى قوى 14 آذار، حينما يطرح هذا الأمر عليهم .
نستغرب صمتهم وتطنيشهم، بل وسعيهم إلى إغفال موضوع اكتشاف الشبكة عن مجريات بحث لجنة التحقيق الدولية. هم أنفسهم صرعونا وصرعوا العالم بعبارة "بدنا الحئيئة"!!!
البعض في لبنان لا يزال يعتبر أن الكذب هو «ملح الرجال» وأنه نوع من أنواع المهارة التي تزيدهم قوة وشطارة إذ (ينجحون) عبرها بالإفلات من مشاكل تواجههم وتولد لهم صعاباً.
أولئك البعض، ترى أيُّ ألوان الكذب تجمعهم؟؟
■ www.malazi.com